أهم الأخطار المحدقة ببلاد الرافدين هي تلك المتمثلة في وجود ميليشيات مسلحة ذات انتماءات طائفية أو جهوية· هذه الميليشيات لابد من تفكيكها للأسباب التالية، أولاً: أنها تتناقض مع فكرة إعادة إعمار العراق وإرساء دولة حديثة ديمقراطية فيه· ثانياً: أنها ستلحق الضرر بالقوات العراقية الناشئة· ثالثاً: أنها نواة لحرب طائفية، كونها ستحرض كافة أطياف العراق على تكوين أجنحة عسكرية للدفاع عن مصالحها·
رابعاً: أنها ستطيل من مهمة القوات الأميركية في العراق، ومن ثم سيطول انتظار خروج القوات الأجنبية من بلاد الرافدين، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن وجود الميليشيات سيربك الحالة الأمنية ويرشحها إلى مزيد من التفاقم والنتيجة هي بقاء القوات الأميركية إلى أجل غير مسمى·
الوحدة الوطنية تتعارض شكلاً ومضموناً مع وجود هكذا ميليشيات، لذا حان الوقت لاجتثاثها وصهر جميع أبناء العراق في بوتقة واحدة عنوانها العراق الجديد الموحد· الحكومة العراقية الانتقالية تدرك خطورة الميليشيات، ومن ثم حان الوقت للتفكير بشكل جدي في تصفيتها، قبل أن يستفحل خطرها ويطال جميع العراقيين·