في عددها الصادر يوم أمس الاثنين الخامس من ديسمبر الجاري، نشرت صفحات ''وجهات نظر'' مقالين متقابلين ومضادين لبعضهما بعضاً تماماً، عما نسب إلى جورج بوش من خطة لتوجيه ضربة إلى ''قناة الجزيرة''، أحدهما للكاتب السياسي البريطاني سير سيريل تاونسيند، والآخر للكاتب خالد الحروب· وبينما مال الكاتب الثاني إلى التشكيك في وثيقة ضرب القناة، التي نشرتها صحيفة ''الديلي ميرور'' في عددها الصادر بتاريخ 24 نوفمبر المنصرم، ورد الأمر كله إلى غياب الحس النقدي وضعف المهنية الصحفية، نلحظ أن الكاتب الأول، أكد صحة الوثيقة، بما ساقه من تحقيقات بل وتقديم موظف بريطاني هو ''ديفيد كيوف'' للمحاكمة بسبب نقله إياها إلى مكتب النائب العمالي توني كلارك، مما أسفر عن تسربها ونشرها، على رغم سريتها القصوى وأهمية المحافظة عليها في مكتب رئيس الوزراء البريطاني وحده· وعلى رغم الشكوك التي لا تزال تحوم حول مدى صحة هذه الوثيقة، إلا أن في تشكيك الكاتب خالد الحروب، ما يحمل على الدهشة والاستغراب، استناداً على وصفه لخطوة كهذه بالمبالغة والتهويل، واستبعاده التام لأن يقدم ''رئيس أكبر قوة في العالم وتدعي أنها قائدة العالم الحر والنصير الأول للحريات السياسية والإعلامية، على أن يضرب بالقوة المسلحة وسيلة إعلامية مدنية ويقتل مئات الإعلاميين العاملين فيها'' على حد تعبيره· والرد المباشر على هذا الاستغراب هو سؤال للكاتب عما إذا كان الذي لفق التبريرات والحجج ونسب إلى صدام حسين أسلحة دمار شامل ليست بحوزته، لم يكن رئيس تلك الدولة الكبرى، والقوة العالمية الضاربة التي يتحدث عنها؟ ثم أليس هو الرئيس بوش نفسه، من مورست ممارسات التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان في ظل إدارته· وماذا عن استخدام قوات الدولة نفسها للفوسفور الأبيض في التجمعات المدنية مثلما حدث في الفلوجة؟ ما الفرق بين كل هذا، والتفكير في توجيه ضربة لمؤسسة صحفية مدنية؟! آمل أن يفيدني الكاتب خالد الحروب·
علي إسماعيل - دبي