ثقافة السلام موجودة
قرأت المقال الذي كتبه خالص جلبي في هذه الصفحات يوم أمس الأربعاء وعنوانه ''إرث غاندي وتشي غيفارا''، وقد تحدث فيه عن نفسه وعن آخرين ممن اعتبرهم دعاة سلام يسعون لنشر روح التآخي بين الناس، ويدعون في الوقت نفسه إلى نبذ ثقافة العنف، وهذا شيء جميل لولا أنه جاء بصيغة يخشى معها أن يكون فيه شيء كثير أو قليل من تزكية النفس، في مقابل نزع الإيمان بثقافة السلام والسكينة عن كافة من اختار تسميتهم بـ''العربان''·
وأود أن أقول له إننا نحن العرب هم أكثر الناس إيماناً بثقافة السلام وديننا وثقافتنا يتناقضان أصلاً مع العنف، وما مظاهر العنف التي توجد في منطقتنا الآن إلا تعبير عن انفصال من يقومون بها عن ثقافتنا وديننا، ربما تأثراً بثقافة الغرب المعروفة بتفشي العنف فيها منذ أقدم العصور· أليس الغربيون هم من أشعل الحربين العالميتين؟ أليسوا من ألقى القنابل النووية على هيروشيما وناكازاكي؟ أليسوا هم من غزا بلادنا في عهد الحروب الصليبية؟ أليسوا من استعمر العالم وأباد ملايين الهنود الحمر والأفارقة المسالمين؟ من يحترف العنف حقاً، وأي ثقافة تنمِّيه وتنشره على نطاق كوني؟ الأكيد أنها ليست الثقافة العربية·
نحن من يؤمن حقاً بثقافة السلام وبمحبة الآخر الإنساني دون تمييز ودون استعلاء على أحد· ثم إن القول إن شعباً كاملا من ثلاثمائة مليون كالعرب كله غير محب لثقافة السلام إلا الكاتب الكريم وأحد أصدقائه، يبدو لي نوعاً من التعميم غير المقبول ونوعاً من النرجسية التي لا مبرر لها أيضاً·
أحمد سعيد - أبوظبي