العراق الجهادي صناعة أميركية
مقال ''دانييل بنجامين'' المنشور يوم أمس الثلاثاء في ''وجهات نظر'' يحمل بعض الحقائق التي تغيب عن مخيلة كثيرين عندما يقوموا بتحليل المأزق الأميركي الراهن في العراق· أهم هذه الحقائق أن استخدام فزاعة ''العراق الجهادي''، أي العراق الذي يموج بالتنظيمات الإسلامية الراديكالية، كوسيلة للتحذير من الانسحاب الأميركي، أمر في غاية التناقض واللاموضوعية·
الكل يعرف جيداً أن الفوضى الأمنية الناجمة عن تسريح الجيش العراقي بعيد الغزو، وهو قرار أميركي 100%، هي التي جعلت بلاد الرافدين ملاذاً آمناً لمن تسميهم أميركا الآن ''جهاديين''· المشكلة إذن في سوء التخطيط، وعدم الجاهزية لإدارة شؤون عراق ما بعد سقوط صدام· واشنطن أرادت أن تتخلص من الرئيس العراقي المخلوع، لكنها تعمدت في الوقت ذاته شطب مؤسسات الدولة العراقية من الوجود، وهي خطوة أشبه بمن يهدم بناء كاملاً لأن إحدى غرفه متصدعة·
الغزو الأميركي للعراق أوجد مبررات جديدة للتيارات الإسلامية الراديكالية، وهي مبررات ستساهم في تجنيد عناصر راديكالية جديدة لأن فوضى ما بعد الغزو أكدت لدى كثيرين السياسات الارتجالية التي أقدمت عليها واشنطن بعد احتلالها للعراق·
عماد ربيع - العين