يشكل انشقاق الحزب الحاكم في الدولة العبرية، وهو أكبر الأحزاب، وسعي زعيمه أرييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي إلى تشكيل حزب جديد تحت قيادته، هزة سياسية في الأوساط الحزبية الإسرائيلية، لا سيما وأن حزب ''ليكود'' الحاكم حالياً سيكون ضعيفاً عند خوض الانتخابات القادمة، مع العلم بأن العديد من أقطابه سينضمون إلى حزب شارون الجديد· إلا أن هذه الهزة الشارونية لم تصب الحزب الليكودي وحده، بل إنها أثارت جدلاً واسعاً في صفوف حزب العمل الإسرائيلي، الذي سيكون من أشد المنافسين على رئاسة الحكومة بزعامة عمير بيريتس، كون زعيمه السابق شمعون بيريز، الذي خسر في الانتخابات، قد ينضم إلى حزب شارون الجديد· وعلى مستوى الليكود فإن انسحاب شارون من الليكود سيفتح الحرب على وراثته كرئيس للحزب، وذلك في حين قدر مقربون من شارون أن ينضم إلى الحزب الجديد أكثر من عشرة نواب ووزراء من الليكود· وحسب ما توقعه محللون سياسيون فإن انشقاق شارون عن الليكود سيزيد من عدد المتنافسين على رئاسة الحزب، حيث توقع هؤلاء من الأسماء التي أعلنت أو أن لديها النية في التنافس على رئاسة الحزب بالإضافة إلى بنيامين نتنياهو وعوزي لاندو، اللذين كانا أعلنا في السابق عن نيتهما التنافس على رئاسة الحزب، وزير الزراعة يسرائيل كاتس ووزير الخارجية سيلفان شالوم ووزيرة المعارف ليمور ليفنات ووزير الدفاع شاؤول موفاز·
وقد تشهد الساحة الحزبية الإسرائيلية تغيرات ومفاجآت في الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في الثامن والعشرين من مارس القادم، لا سيما في ظل تفكك الحزب الحاكم، وانتخاب عمير بيريتس لزعامة حزب ''العمل''، وهو ما اعتبر أمرا غير متوقع، واحتمال تشكل تكتلات بين الأحزاب اليمينية من جهة واليسارية من جهة أخرى، لخوض الانتخابات، التي قدر تفرز مفاجآت·
عادل محمود - الشارقة