المكاسب التي حققتها جماعة ''الإخوان المسلمين'' المحظورة في مصر في الانتخابات البرلمانية الحالية، لا تعود إلى شعبيتهم في الشارع، وإنما ترجع في المقام الأول إلى الشعور العميق بالتدين لدى الشعب المصري· ولو كان أي حزب آخر ذي خلفية دينية قد دخل الانتخابات في مواجهة الحزب الحاكم لحصل على عدد كبير من الأصوات مثل الذي حققه الإخوان لمجرد قيامه برفع شعارات دينية· وقد قام ''الإخوان المسلمون'' بتوظيف شعار ''الإسلام هو الحل'' على الرغم من أنه شعار عام هلامي ولا يعني شيئاً محدداً، لكسب عدد كبير من الأصوات لم يكن أكثرهم تفاؤلا يتوقعه·
وفي لقاء مع إحدى الفضائيات قال نائب مرشد ''الإخوان المسلمين'': إن ''الإخوان'' حزب سياسي ذو مرجعية دينية، وهو قول مراوغ في الحقيقة لأنه من المعروف أن ''الإخوان المسلمين'' حركة لها طموح سياسي وتسعى في النهاية إلى السلطة من أجل إعادة مجد الخلافة الإسلامية كما يتوقع أعضاؤها· ولو كانوا حزبا دينيا فعلا لاقتصر عملهم منذ البداية على العمل الدعوي وعلى تبصير المسلمين بحقائق دينهم ولكنهم لم يفعلوا ذلك ولم يكتفوا به بل شكلوا جهازا سريا قام في الماضي بتنفيذ عدة اغتيالات لكل من يخالفهم الرأي وكل من حذر من خطرهم على المجتمع، خصوصا في فترة أربعينيات القرن الماضي، بل ووصل الأمر بهم إلى حد اغتيال رئيس الوزراء النقراشي نفسه· ناهيك عن أن كل الجماعات المتطرفة التي ظهرت قد خرجت من عباءة ''الإخوان''·
شوقي مرتضى - الشارقة