في الوقت الذي تعمل فيه قناة ''الجزيرة'' على دعم جهود الحرية ورفع راية الإعلام الحر في العالم العربي يتم رفع الستار عن خطة خطيرة للإدارة الأميركية تتمثل في قصف مقر ''الجزيرة'' ومكاتبها·
وإذا كانت هذه الخطة صحيحة، فهذا يؤكد بالفعل أن ما تم في العراق واستشهاد الصحفي طارق أيوب، وكذلك المحاكمة الجائرة للصحفي تيسير علوني في مدريد، واستمرار اعتقال مصور ''الجزيرة'' في غوانتانامو، يبين بالفعل أن الإدارة الأميركية نفذت جزءاً من هذه الخطة وعلى هذا الأساس تبقى من مسؤولية كل إعلامي حر أن يعمل على فضح هذه المؤامرة وفضح بطلان ادعاء نشر الحرية والديمقراطية في العالم العربي والتي دأبت الإدارة الأميركية على الترويج لها· ولا تزال الفضائح تلو الأخرى تنكشف ويسقط الغطاء عن كثير من الادعاءات كما سقطت التبريرات التي دُمر بها العراق· ويبدو أن ما تدعيه أميركا من احترام لحرية الإعلام وحرية التعبير لا ينطبق سوى على الداخل الأميركي،
أما وأنْ يعلو صوت من الخارج، خصوصا إذا كان عربيا، فهو يجب أن يكمم بسرعة، وربما تنهال عليه القنابل، حتى لا يفضح المناورات المكشوفة في عالمنا العربي· تلك المناورات التي يسعى البعض إلى التبرير لها ما دامت قادمة من أميركا، ولا يهم إن كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى خدمة مصالح واشنطن الذاتية في المنطقة·
فؤاد عبد الدائم - دبي