شهد مقر جامعة الدول العربية في القاهرة أول اجتماع لساسة عراقيين تم اختيارهم بطريقة انتقائية شديدة الحساسية، وذلك بهدف تحقيق المصالحة الوطنية في بلاد الرافدين، وفتح حوار بين الجهات العراقية المتخاصمة· وفي المحصلة النهائية يشكل وصول نسبة كبيرة من الساسة العراقيين إلي القاهرة نجاحاً في حد ذاته وخطوة غير مسبوقة، حيث يعتبر أولى خطوات النجاح، ولكن من السابق لأوانه تعليق آمال عريضة على هذا اللقاء رغم الخروج ببيان ختامي يشدد على ضرورة مشاركة جميع العراقيين في صياغة مستقبل بلادهم، لأن الذين يملكون زمام الأمور فعلاً على الأرض وهما ''المقاومة'' العراقية من ناحية والولايات المتحدة الدولة المحتلة من الناحية الأخرى، غير مُمَثلين في الاجتماع بشكل مباشر·
فكرة اللقاء في مقر الجامعة انطلقت من المملكة العربية السعودية، وبتأييد من الرئيس المصري حسني مبارك، والهدف المعلن هو محاولة مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد والمثير للقلق، قلق البلدين، داخل العراق· لذا التقط الأمين العام للجامعة عمرو موسى الفكرة، وتبناها، وذهب بنفسه إلى العراق للقاء القيادات السياسية وتسليمها الدعوة للمشاركة في مؤتمر الوفاق الوطني، وليس من شك في أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي أوعزت بمثل هذا التحرك العربي، وهي التي أبعدت العرب عن الملف العراقي طوال العامين الماضيين، لأنها أدركت أن مشروعها السياسي في العراق ينتقل من فشل إلى آخر، جراء الفضائح المتتالية وسيطرة نزعة الثأر والانتقام، وتزايد عمليات المقاومة العراقية التي تستهدف القوات الأميركية ووحدات الشرطة والحرس الوطني المتعاملة معها من ناحية أخرى·
اجتماع القاهرة لن ينجح في توفير مخرج عربي كامل للإدارة الأميركية من مأزقها الراهن في العراق، بل ربما يؤدي إلى المزيد من الانقسامات في صفوف العراقيين·
إبراهيم بلحمانية - المغرب