حرية الكلمة مبدأ
قرأت المقال الذي كتبه الدكتور سعد بن طفلة العجمي في هذه الصفحات يوم السبت الماضي وعنوانه ''لا للجزيرة··· ولا لقصفها''، وأرى أن الكاتب الكريم عبر بوضوح لا يحتمل التأويل عن معارضته لتكميم أفواه الإعلاميين، كما عبر عن تعاطفه مع العاملين في قناة الجزيرة، وإن كان سجل تحفظاته على خط هذه القناة وبعض ما يبث عبرها، وهذا من حقه تماماً· وضمن تعقيبي هذا أريد القول إن حرية الإعلام والتعبير بصفة عامة يجب أن تكون حقاً مصوناً للجميع، من نتفق معهم ومن نختلف، على أن تكون للإعلامي نفسه مواثيق شرف مهني واضحة لا يخرج عليها وأن يمارس نوعاً من الرقابة الذاتية على نفسه، لا أن يدع الحبل على الغارب لكي لا تتسلل الشعبوية والغوغائية والدعوات التحريضية على العنف والإرهاب· وبغض النظر عما تبثه الجزيرة فليس هنالك أدنى مبرر لقصف مقرها من قبل أية دولة كانت، حتى لو كانت الدولة العظمى الوحيدة في العالم· ثم إن الرئيس الأميركي يقول إنه سيبشر منطقتنا العربية بالحرية والديمقراطية والإصلاح، فكيف يستقيم هذا مع التهديد بقصف قناة فضائية كائنة ما كانت؟ وأخيراً فإن التسريبات بخصوص التفكير بقصف الجزيرة لم تأتِ من الإعلام العربي، بل جاءت من إعلام أقرب دولة حليفة للولايات المتحدة، وعبر وثيقة قيل إنها سرية وحكومية، امتنعت الدولة المصدر لها عن التعليق عليها حتى بالنفي، وهذا ما زاد شكوك الكثيرين في إمكانية صحة محتوى هذه الوثيقة بالفعل·
إبراهيم نعيم - أبوظبي