وطننا العربي يستحق منا الكثير من العمل الجاد، وله علينا حقوق أهمها أن نصونه من عبث العابثين واعتداء المعتدين وكيد الكائدين· وفي زماننا أصبح هذا الوطن مستهدفاً من الخارج وعرضة للأطماع، وأصبحنا نعيش في زمن تضيع فيه الأوطان- كما في العراق وفلسطين- في لعبة وأكذوبة دولية فجة، مما يتطلب كثيراً من الجهد والسهر لحماية مقدرات وطننا العربي، ولا يفعل ذلك إلا كل عربي مخلص·
حماية وطننا العربي تحتاج إلى تضافر الجهود المخلصة، وهنا يطفو على السطح سؤال ألا وهو: هل يستحق وطننا العربي منا كل هذا؟ والجواب: نعم وبكل تأكيد، والمبرر هو: كم تتكبد الشعوب من المشقة والعناء والتشرد والقتل عند فقدان الوطن؟ العراق يشهد وفلسطين تنطق ولبنان تتكلم، ذل وظلم وقهر وجور واستبداد وقتل وتشريد ورعب وهـــلع، أمهــات ثكلى وأطفال يتامى، وفقــر يتلوه جهــل، وهلم جرا من المصائب والكــوارث التي لا يعلــم مداهــا إلا اللـه·
المستعمر لا يرحم ولا يعرف إلا مصالحه وأطماعه الشخصية وإنه ليجد المتعة واللذة إن أباد الأطفال واستأصل شآفة الشباب وانتهك أعراض النساء وقتل الكهل الضعيف، فهل يجدر بالحر العاقل حصيف الرأي أن يُسلم مقدراته لمعتدٍ أثيم أو لصاحب فكر متطرف يودي إلى الهلاك والدمار؟ ثم إنه لا يقبل أن يترك المعتدي يرتع ويتمتع بخيراتنا عند احتلاله لأراضينا، فلابد من مكافحته وطرده· حفظ الله جميع أوطان العرب والمسلمين·
سليمان العايدي - أبوظبي