منذ أن ألقى الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد كلمته من على منبر جامعة دمشق التي دافع فيها عن بلاده وعن شعبه،وفضل المقاومة والصمود على الفوضى التي وعد بها بوش، وقال إنه لن ينحني ولن ينحني شعبه إلا لله سبحانه وتعالى، بدأت التحليلات والتأويلات بشأن كلمته الواضحة؛ فكثير من الكتاب والمحللين السياسيين وصفوها بأنها الحكمة والصمود يجعلان من الموقف السوري موقف كل عربي شريف وقومي بالتصدي للمشروع الأميركي التفتيتي في المنطقة· وفي المقابل رأى آخرون أن كلمة الرئيس الأسد تفتقد إلى الحكمة· نريد أن نسأل هؤلاء المحللين هل الحكمة أن يضع الأسد نفسه ودولته وشعبه في تصرف المتطرفين في أميركا وإسرائيل ليديروا البلاد والعباد على أهوائهم العدوانية لتكون سوريا ممراً إلى باقي الدول العربية؟ والبعض الآخر قال إن الموقف السوري خشبي أو عدواني أو متشدد أو أنه أعلن الحرب،
وأنا أوجه لهؤلاء سؤالاً مؤداه: هل الدفاع عن النفس والدفاع عن البلد ضد حملة غربية معلنة على عالمنا العربي ابتداءً بسوريا هو موقف متخشب أو إعلان حرب؟! ومن هذه الأبواق من علق على التظاهرات في المدن السورية لدعم موقف الرئيس الأسد بوجه الضغوط الغربية وإعلانهم الصمود والمقاومة خلف قيادتهم بأن أُخرجوا إلى التظاهرات عنوة، ومنهم من قال دُفعت لهم الأموال ليخرجوا· نسأل أصحاب هذه التحاليل: هل على كل مواطن سوري أن يقسم بأنه يحب بلده ولا يرضى بالخنوع للاستعمار لكي تصدقوه بأنه وطني وقومي شريف؟ وأقول لهم أيضاً: إنكم لا ترون أبعد من أنوفكم، والأجدر بكم أن تدخلوا إلى مواقع الدردشة في الشبكة العنكبوتية، ومن الأفضل ألا تحللوا القضايا العربية لأن تحليلاتكم الساذجة المفخخة ما هي إلا فتنة للعرب·
أحمد نايف الزامل- العين