The Atlantic Monthly
لماذا البقاء في العراق؟
قضايا سياسية عدة شملها العدد الأخيرة من
The Atlantic Monthly: التي تصدر كل شهر عن The Atlantic Monthly Group وتتخذ من مدينة بوسطن بولاية ماساشوستس الأميركية مقراً لها·
وتحت عنوان ''هل تترك أميركا العراق؟''، كتب ''نير روسين'' مقالاً استنتج خلاله أن التقارير التي اطلع عليها والتي ترصد موقف العراقيين من الاحتلال الأميركي لبلادهم، تشير إلى أن ثمة أغلبية عراقية متنامية ترغب في انسحاب القوات الأميركية في أقرب وقت ممكن· ومع مرور الوقت يدرك عدد كبير من العراقيين أن الاحتلال الأميركي فشل في توفير الأمن والاستقرار لبلادهم، وفي الوقت ذاته فشل في توفير الحاجات الأساسية كالكهرباء مثلاً· الكاتب، وهو زميل مؤسسة ''نيو أميركان فونديشن''، والذي أمضي 16 شهراً في العراق، لفت الانتباه إلى موقف ''جمعية علماء المسلمين''، أهم مرجعية سُنية في العراق والقريبة من عناصر التمرد العراقي، والتي اشترطت على الولايات المتحدة الالتزام بجدول زمني للانسحاب من العراق، كي تشارك ''الجمعية'' في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في 30 يناير ،2006 (وفي المقابل وعدت جمعية علماء المسلمين بكبح جماح عمليات المقاومة)· المطالبة بانسحاب القوات الأميركية ليست مطلباً سُنياً فحسب، بل إن الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر والذي يتمتع بشعبية كبيرة لدى الشباب يتبنى المطلب ذاته، والأمر نفسه ينطبق على السيد عبدالعزيز الحكيم قائد ''المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق'' الذي نادي يوم 23 أبريل 2004 بانسحاب القوات الأميركية· وإذا كان الشعب العراقي الذي يقوم الجيش الأميركي بحمايته يطالب برحيل القوات الأميركية··· فلماذا يبقى الجنود الأميركيون في بلاد الرافدين؟ الإجابة التي يتفق عليها كثيرون هي أن انسحاب الأميركيين قبل التأكد من إحلال السلام في العراق سيعتبر نوعاً من اللامبالاة، وأصحاب هذه الرؤية يتفقون على أن الوجود العسكري الأميركي يمنع العراق من الانزلاق في أتون حرب أهلية، تزعزع استقرار الشرق الأوسط·
وعن الوضع السياسي الراهن في روسيا، كتب مراسل الدورية ''جيفري تايلور'' مقالاً رأى خلاله أنه وفقاً للخبرة التاريخية، فإن السياسة في روسيا تقوم على مبدأ ''أن الفائز يستحوذ على كل شيء''، فالآن يسيطر الرئيس بوتين الذي وصل إلى الحكم عام 2000 على ''الدوما'' وعلى المجلس الفيدرالي، ناهيك عن أن وسائل الإعلام تسير وفق رغباته· الكاتب يرى أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة كشفت عن أن أهم منافس للرئيس الروسي هو ''نيكولاي خاريتنوف'' ذو التوجهات الشيوعية، لكنه حصل على 14% فقط من أصوات الروس· الرئيس الروسي أصبح أكثر انكشافاً لخصومه، لا سيما بعد حادثة احتجاز الرهائن في مدرسة بيسلان في سبتمبر ،2004 وبعد الإصلاحات الاقتصادية التي أسفرت خلال الشتاء الماضي عن تظاهرات عنيفة في سابقه هي الأولى من نوعها خلال حكم بوتين· وإذا كانت ثمة فرصة للمعارضة الروسية في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها عام ،2008 فإن الوقت قد حان لرجل يتمتع منذ عقدين بشعبية محلية وعالمية كبيرة، وهو بطل الشطرنج العالمي ''كيموفيش كاسبروف''·
فصول: البنيوية والرواية
تضمن العدد الأخير من مجلة ''فصول'' مجموعة من الدراسات والمعالجات النقدية والفكرية، تناولت إحداها ''إبداعية الشفاهي والكتابي''· وتساءل كاتبها محمد حافظ دياب: ما الذي يعنيه مفهوم ''الشفاهي'' و''الكتابي''؟ وحاول المساهمة في البحث عما يسمح باستيضاح التداخل في معادلة الشفاهي والكتابي في النص الأدبي بعامة، وفي السيرة الشعبية بالأخص، قصد فهم حيثياتها· وأوضح كاتب الدراسة أن الشفاهي يمتلك ثقافة، ليس على مستوى المعتقد فحسب، بل في الآداب كذلك، وفي الأدب العربي خاصة تحرك إبداعه في آفاق شفاهية تشي بها خاصيتان: أولاهما أنه إبداع لفظي قوامه المادة الصوتية أي الكلمة، وثانيتهما، هي شعرية المشافهة التي وجهت هذا الإبداع في الشعر والنثر معاً وعلقت به آثارها حتى عصر النهضة العربية الحديثة·
أما التجليات التي تفيدنا بها رمزية الكتابة فهي متعددة أيضاً، سواء في الأساطير أو لدى البدائيين والقدامى والمتصوفة والجماعة الشعبية، أو في أسلوب التدوين ذاته·
ويقدم عبدالغني بارة في دراسة عنوانها ''المسارات الإبستمولوجية للبنيوية'' قراءة حول الأصول النظرية والمعرفية للبنيوية، فإذا كانت البنيوية تعد أهم المنهجيات الأساسية التي نهضت على الجهود اللغوية الحداثية، فإن هذه الامتيازات اللسانية الحديثة، وفضلها في تنظيم مناهج التحليل وبلورتها، لا تحول بين الكاتب وبين محاولة البحث في جذورها الفلسفية· وهكذا يوضح الكاتب أن البنيوية بوصفها مشروعاً لخطاب نقد الحداثة الغربية، جاءت كتطور طبيعي لنتاج فكري يعود إلى نهاية القرن السادس عشر، أي بدءاً من الفلسفة التجريبية على يد لوك وهيوم، مروراً إلى الفلسفة المثالية مع كانط وهيغل وديكارت، وصولاً إلى الفلسفة الظاهر