علماء المسلمين اليوم يعيشون في سبات عميق بعيداً عما يجري من أحداث دموية تصيب الأمة الإسلامية في مقتل، العلماء المسلمون اليوم فقط تفرغوا لاجتهادات وفتاوى دينية جانبية بعيدة كل البعد عن هذه المآسي الكبيرة والمؤلمة التي يكتوي بنهارها أبناء المسلمين·
لم ينبرِ عالم واحد من بين علمائنا المسلمين ليقول كلمته وبصدق فيما يجري وتكون كلمة حق حتى يتبين الإنسان الحق من الباطل· هذه الدسائس والجرائم الإرهابية التي تحاك وتنسج خيوطها السوداء لأناس أبرياء من داخل سراديب الظلم والجهالة التي يقبع فيها هؤلاء المجرمون كأنها لا تحرك ساكناً لدى علمائنا الأفاضل· هذه الأشلاء الممزقة لأناس أبرياء من نساء وأطفال وشيوخ وشباب، وهذا الإرهاب الأعمى الذي أصبح كابوساً يرهب العالم والناس الآمنين ويتصرف وكأنه وحش ضارٍ لا يفرق بين إنسان بريء وآخر، ألا يستحق ذلك كله دوراً فاعلاً يقوم به علماء الإسلام لمواجهة خطر الإرهاب· الجماعات الإرهابية تريد الفتك والانتقام من البشر على طريقة مصاصي الدماء، وكل ذلك يستوجب تحركاً نشطا لعلمائنا المسلمين، كي يقولوا كلمتهم بصدق وأمانة من خلال فتوى تحرم ما يقوم به هؤلاء الإرهابيون، وإلا فإن السؤال سيبقى محيراً لكل الناس وليس للمسلمين فقط بل كل من له عقل ولب وكل من له ضمير حي: إلى متى سيظل هذا الصمت من علماء المسلمين؟ وإلى متى ستظل فتواهم متوارية وحبيسة الألسن والأدراج؟
حمدان محمد - كلباء