على الرغم من أنه لم يكن متوقعا قبل مؤتمر المصالحة العراقية الذي عقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة، ولا بعد ما حدث في اليوم الأول من انعقاده أن ينجح هذا المؤتمر، فإن العكس تماماً هو الذي حدث حيث خرج المؤتمر بنتائج لا بأس بها· ويمكننا القول إنه يمثل خطوة إيجابية يجب أن تتبعها خطوات· وعلى الرغم من أن المشاركين في المؤتمر كانوا يمثلون مختلف ألوان الطيف العراقي وكذلك الرئيس طالباني ورئيس الوزراء إبراهيم الجعفري، فإنه يبدو أن المؤتمر لم يحظ بالرضا الأميركي· وكأن أميركا أصبح لها حق ''فيتو'' على أي شيء يتعلق بالعراق، تماما مثل حق ''الفيتو'' الذي تتمتع به في مجلس الأمن الدولي· الذي يجعلني أقول ذلك هو أنني قرأت أن واشنطن تتحفظ على قرارات مؤتمر القاهرة! ولماذا تتحفظ أليست هذه هي إرادة الشعب العراقي؟ ألم يكن المشاركون في المؤتمر ممثلين لكافة ألوان الطيف السياسي العراقي؟ ولم يكن غريباً أن يتحفظ الزعيم الكردي برزاني على تلك النتائج وعلى كلام الرئيس طالباني الذي أعلن فيه استعداده للقاء ممثلين عن المقاومة العراقية، فموقفه هذا يتطابق تماماً مع الموقف الأميركي· ولم يتوقف الأمر على التحفظ بل إننا نجد أن السفارة الأميركية في بغداد والسيد برزاني قد أعلنا أنهما يعتبران أن أي عمل مسلح ضد القوات المتعددة الجنسيات أو العراقيين يعتبر ''إرهابا'' وإذا كان ذلك إرهابا فما هي المقاومة في رأيهما؟·· وبعد ذلك يتحدثون عن الحرية وعن إرادة الشعوب؟!
فاضل نصيف- بغداد