لأشد ما يحتاج العراقيون الآن الى فرصة لالتقاط الأنفاس، من أجل التطلع الى غد أفضل، أكثر أمنا واستقرارا· إن مسلسل الإرهاب والعنف على مختلف أشكاله دخل نفقا مظلما وصارا يعكس إفلاسا واضحا، ما في ذلك شك·
لقد ثبت بكل تأكيد أن الإرهاب ليس عنده أي مشروع حقيقي للعراق أو للعراقيين· هو فقط يخلق الفوضى ويزعزع الاستقرار وينثر الدماء ويحصد الأرواح·· هذا هو مشروعه إن جاز اعتبار المجازر والمذابح والوحشية مشروعا·
وليس ثمة شيء جدي وحقيقي وإيجابي يمكن أن يقدمه أولئك الذين يقتلون الأبرياء هنا وهناك على ضفاف دجلة وبغداد يوما وراء الاخر·
في الوقت نفسه لا يتعين أبدا أن يتحول العراق الى ورقة سياسية تلعب بها هذه القوى أو تلك فيما الناس يموتون بالعشرات يوميا· باختصار لا يصح ولا ينبغي تضييع أي فرصة أيا كانت من أجل استشراف مستقبل أفضل للعراق والعراقيين، من أجل أي أمل قد يلوح ولو من بعيد في غد مشرق وآمن يستطيع فيه العراقي أو العراقية العيش بصورة طبيعية مثلهم مثل أي شعب على وجه الأرض·· وهذا ليس حلما صعبا ولا مستحيلا، كما إن العراقيين يستحقونه عن جدارة على الأقل بعد كل ما عانوه على مدى السنوات الماضية·
لقد كابد الشعب العراقي ويلات الديكتاتورية سنوات طويلة، عانى خلالها الناس أيضا من تداعيات حروب غبية أفقرتهم وأحالت حياتهم الى جحيم لا يطاق· وربما في هذه المعاناة في حد ذاتها سبب يكفي كي تتاح للعراقيين فرصة العيش الكريم·
لكن للأسف الشديد مازال البعض يرى عكس ذلك· وفي مقدمة هؤلاء طبعا الإرهابيون الذين لا يدخرون وسعا في توجيه الضربات الواحدة تلو الأخرى للمواطنين الأبرياء ·
إن الاجتماعات العراقية التي انعقدت في الجامعة العربية خلال الايام القليلة الماضية ربما تمثل بداية إيجابية يمكن الانطلاق منها من أجل إنقاذ العراقيين من براثن الإرهاب والفوضى·
وجدير بالفعل أن تعمل الحكومة العراقية على أن تمد يدها لمن يريد الأمن والاستقرار · ومثل هذه الخطوة ستكشف للعراقيين بوضوح أكثر من هم الذين يناضلون من أجل العراق وشعبه، ومن هم الذين يحاربون حتى آخر قطرة دم عراقية·