- بيل دانفرز
عضو مجلس الأمن القومي الأميركي في عهد بيل كلينتون
- مايكل أوهانلون
زميل أول بمعهد بروكنجز- واشنطن
ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''كريستيان ساينس مونيتور''
شهد السجال الدائر في أميركا بشان سياسة واشنطن تجاه العراق تغيرا دراماتيكيا في الأسبوع الماضي· فالدعوة إلى سحب سريع للقوات الأميركية من العراق، التي قدمها ''جاك مارثا'' النائب الديمقراطي عن ولاية بنسلفانيا، إضافة إلى الجدل الدائر في مجلس الشيوخ يؤكدان أنه لم يعد لزاما على الصقور أن يتمسكوا بالبقاء في العراق ومواصلة المهمة حتى نهايتها بصرف النظر عن الأكلاف· وقد عبر السيد ''مارثا'' عن ذلك خير تعبير عندما أشار إلى أنه يحاول فقط مجاراة الشعب الأميركي بشأن دعوته لإعادة نشر القوات الأميركية· وفي الحقيقة أن أرقام استطلاعات الرأي التي تجرى بشأن نسبة التأييد للحرب في العراق تؤيد ما يقوله· والوجود العسكري الأميركي في العراق يمثل جزءا من المشكلة وفي الوقت ذاته جزءا من الحل· فالقوات الأميركية يجب أن تظل هناك لتوفير الأمن حتى يأتي الوقت الذي يستطيع فيه العراقيون أن يفعلوا ذلك بأنفسهم· ومع ذلك فإن وجود تلك القوات بأعداد كبيرة يؤدي إلى المقاومة كما يستفز المجاهدين· والولايات المتحدة في حاجة إلى استراتيجية انسحاب قابلة للتنفيذ ليس فقط من أجل توفير الأرواح والأموال الأميركية، ولكن من أجل النجاح في مهمة ترك عراق مستقر يعمل بصورة بطبيعية وراءها· بيد أن الانسحاب الأميركي الكامل من العراق يمكن أن يقود -دون قصد- إلى الهزيمة· فقوات الأمن العراقية، والحكومة العراقية كذلك لازالت بعيدة عن الوصول إلى مرحلة القدرة على الحفاظ على العراق موحدا ومتماسكا· وتحديد موعد محدد للانسحاب غير مرتبط بالوضع على الأرض، قد يشجع المقاومة ويضعف من تصميم العراقيين الوطنيين الذين يحاولون بناء أمة جديدة·
وإذا ما كانت الدعوات لوضع موعد محدد للانسحاب تمضي في اتجاه واحد، فإن الإدارة تمعن في الذهاب في الاتجاه الآخر· فالتزام الإدارة الثابت بتحقيق هدفها يجعلها تخفق في الاعتراف بمدى عدم الشعبية الذي أصبح الوجود الأميركي يتصف به في العراق أو بالمدى الذي أصبح هذا الوجود يمثل معه نقطة جذب لحركة ''القاعدة'' العالمية· والحقيقة أن مؤسسات قياس الرأي الأميركية قد توقفت عن سؤال العراقيين عن رأيهم في الولايات المتحدة وقواتها، وذلك بعد أن وصلت نسبة عدم شعبية الولايات المتحدة إلى 90 في المئة في ربيع ·2004 وليس هناك الكثير من الأسباب التي تدعونا للاعتقاد بأن الوضع الآن قد تغير عما كان عليه· علاوة على ذلك فإنه من الواضح أن الوجود الأميركي في العراق قد جعل هذا البلد -في نظر الجهاديين- مركزا لنضالهم الممتد اليوم في أركان المعمورة الأربعة· وهذا بالطبع سبب من ضمن الأسباب التي تحتم على أميركا عدم الفشل في العراق، ولكنه يمثل في ذات الوقت سببا يحتم عليها أن تقوم بتقليل وجودها في العراق إلى أقل حد وفي أقرب فرصة ممكنة·
ولكي نتجنب المزالق التي يمكن أن نتعرض لها إذا ما أصررنا على مواصلة المهمة أو قررنا الانسحاب كليةً فإننا نقترح استراتيجية الخروج التالية:
- إصدار بيان واضح من واشنطن يفيد بأنها تنوي تقليل حجم تواجدها العسكري في العراق على نحو جذري، بمجرد أن يصل العراقيون إلى وضع يكونون فيه قادرين على حماية أنفسهم· ويمكن القول بشكل محدد إن ثلاثة أرباع القوات الأميركية يجب أن تعود إلى الوطن من العراق بمجرد استيفاء عدد معين من الشروط، ربما خلال الثمانية عشر شهرا التالية·
- تقديم وعد بتخفيض الوجود العسكري الأجنبي بمعدل جندي واحد لكل جنديين عراقيين داخل الوحدات، التي أصبح معترفا بأنها مستوفية للمستوى الأعلى الأول والثاني من مستويات الجاهزية القتالية حسب التعريف الوارد لذلك فيما يعرف بـ''التقديرات العسكرية الأميركية- العراقية المشتركة''·
- يمكن إيراد شرط إضافي ينص على إمكانية تسريع عملية تخفيض الوجود العسكري الأجنبي، إذا ما حقق العراق تقدما أسرع في مجال تأهيل بنيته التحتية، وبناء وزارته الحكومية·
- إصدار المزيد من البيانات الشهرية من الإدارة سواء في الصيغة المصنفة أو غير المصنفة بشأن التقدم في مجال الأمن والمجالات الاقتصادية في العراق·
- بذل مجهود لاجتذاب مساعدات أوروبية ومن الأمم المتحدة أكبر بكثير مما هو موجود حاليا خصوصا بالنسبة للمجهود الرامي إلى تحسين أداء الوزارات العراقية على وجه الخصوص·
- تأسيس مجموعة اتصال دولية مثل تلك الموجودة حاليا في منطقة البلقان للمساعدة في الإشراف على إعادة بناء العراق· وسيساعد ذلك على إكساب الجهود الرامية إلى إعادة بناء العراق بعدا دوليا أكبر، وقد يؤدي إلى تقوية الدعم المتراخي الذي يقدمه الشعب الأميركي حاليا لمهمة جيشه في العراق·
- إعادة التأكيد بشكل لا يقبل أي شك على أن الولايات المتحدة سوف تغادر العراق بشكل كامل في أي وقت تطلب منها الحكومة العراقية ذلك·
- إصدار إعلان إضافي مفاده أن الولاي