مؤتمر المصالحة العراقية المنعقد حالياً في القاهرة يحمل معه مؤشرات إيجابية أهمها أن الأطياف السياسية في بلاد الرافدين تجلس للمرة الأولى في مكان واحد، كي يعرض كل منها وجهة نظره· وبغض النظر عن النتائج التي سيسفر عنها هذا المؤتمر، فإن المصالحة أصبحت خطوة لابد منها كي ينهض العراق من جديد·
العراق يواجه اليوم مخاطر جمة، كخطر التقسيم، وخطر الميليشيات القائمة على أساس طائفي، وخطر استمرار الاحتلال إلى ما لا نهاية، ومن ثم فإن الوقت الذي يتم استهلاكه دون إحراز تقدم في العملية السياسية محسوب على العراقيين ومخصوم من مقدراتهم المادية، لأن بقاء الاحتلال معناه أن العراقيين غير قادرين على حسم أمورهم بأنفسهم، وهو سيناريو لا يقبله أي عراقي· الإرهاب المجهول يعد أكبر خطر يهدد بلاد الرافدين، فمن جهة يؤجج هذا الإرهاب النعرات الطائفية والعرقية، وفي الوقت ذاته يفتح الباب على مصراعيه أمام تدخلات استخباراتية من بلدان لها مصلحة في بقاء العراق مشتتاً·
أحمد بسيوني- القاهرة