إن عبارة ''الفوضى الخلاقة'' التي لاكها بعض المحللين الأميركيين في الشهور الماضية، أثبتت فشلها الذريع في العراق· الحرب الأميركية في بلاد الرافدين تحولت من حرب نظامية سقط على إثرها نظام صدام حسين، إلى حرب غير نظامية تحارب فيها الولايات المتحدة أشباحاً غير مرئية، تارة تحت اسم تنظيم ''القاعدة في بلاد الرافدين''، وأخرى بأسماء كثيرة كـ''المقاومة العراقية'' وغيرها····
الشرق الأوسط لا يحتاج إلى حروب استباقية تربك بنيته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، الشرق الأوسط في حاجة إلى ديمقراطية لا تأتي بها الدبابات الأميركية، بل نابعة من مجتمعات هذه المنطقة التي لم تنعم بالاستقرار منذ عقود·
الشرق الأوسط في أمسِّ الحاجة إلى تنمية اقتصادية تسبق الإصلاح السياسي، لأنه من دون احساس شعوب الشرق الأوسط بأن مستقبلها في الديمقراطية والحرية السياسية فلن يتحقق شيء، وهو ما سيصعب في ظل معدلات الفقر والأمية التي تعرقل جهود الاصلاح الشامل في معظم دول الشرق الأوسط·
النموذج العراقي سيؤكد مع مرور الوقت على أن بناء الدول مهمة شاقة وطويلة، والأسهل منها الاصلاح التدريجي الذي لا يحمل مفاجآت·
أسامة عثمان - الخرطوم