يوما وراء الآخر تثبت الإمارات أنها نموذج استثنائي في هذه المنطقة من العالم· ويوما وراء الآخر يتأكد كيف أن اسم الإمارات صار بصورة أو بأخرى رمزا للأمن والاستقرار، وسط كل هذا الصخب والاضطراب اللذين يعصفان بالمنطقة·
الإمارات إذن أضحت عنوانا عريضا للانفتاح الإيجابي والخلاق مع المجتمع الدولي والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها بالطبع كل هذه المعارض والمنتديات والمؤتمرات الاقليمية والعالمية التي تستضيفها الدولة، ناهيك عن هذا العدد الهائل من الشخصيات الاقليمية والدولية البارزة التي تتدفق بلا انقطاع طوال العام على الدولة·
إن الإقبال الكبير على الإمارات سواء عندما يتعلق الأمر بالمعارض أو بالزائرين المهمين، إنما يعكس كيف أن للإمارات حضورا دوليا مكثفا ومميزا تحسده عليها دول كثيرة· وهو في الواقع مؤشر مهم على مدى التفاعل الحضاري الإيجابي للإمارات مع العالم الخارجي· في هذا السياق يأتي معرض دبي للطيران كأحدث حلقة في سلسلة المعارض التي تستضيفها الدولة، وهو حدث يعكس في حد ذاته انحياز الدولة للعلم والتقدم والتطور البشري الذي يتجسد أكثر ما يكون الحال في هذا القطاع المميز من الإنتاج الصناعي· والطائرات بطبيعتها رمز دال في هذا الصدد ·· فهي وسيلة السفر والتنقل الأسرع في العالم، كما إنها محور أساسي يختبر فيه العلم الحديث آخر مبتكراته· ومن هذه الزاوية يعد الطيران والطائرات العنوان الأبرز للتواصل بين البشر وهو أحد أبرز عناصر مشروع الامارات الحضاري الذي يقوم بالأساس على الاندماج المكثف والتواصل الفعال والسريع مع حركة المجتمع الدولي والعالم·
والمعارض نفسها أيا كانت إنما هي تأتي في إطار مشروع متكامل للانتعاش الاقتصادي، لأنها تعني في المقام الأول أن الدولة صارت مقصدا لكبرى وأبرز الشركات الدولية وأنها تملك بيئة مناسبة ومواتية للاستثمار وأن لديها من الإمكانيات الحضارية والاقتصادية ما يجعلها في حالة توافق وتكامل مع سوق البزنس العالمي بكل أطيافه وقطاعاته·
خلاصة الكلام أن المعارض هي تصويت دولي متكرر بالثقة على الإمارات كدولة تقدم للعالم رسالة حضارية جديرة بكل احترام وتقدير·