الفوز المفاجئ الذي أحرزه ''عمير بيريتس'' في انتخابات رئاسة حزب ''العمل''، تؤكد بلا شك أن إسرائيل مقبلة على موجة تغيير سياسي· اللافت في الأمر هو تصريحات الرئيس الجديد لحزب ''العمل'' والتي يمكن للمرء أن يتفاءل بها، كونه يرحب بالتفاوض مع الفلسطينيين، ويؤكد أن عملية ''أوسلو'' لا تزال حية· قد يكون من السابق لأوانه الترحيب بصعود ''عمير بيريتس''، على الساحة السياسية في إسرائيل، لكن من الضروري الوقوف على مدى قدرته على دفع عملية السلام قدما، خاصة وأن حزب ''العمل'' قد فشل في السنوات الأخيرة في إرساء برنامج سياسي متكامل يفصله عن ''الليكود'' الذي يحكم إسرائيل الآن·
الاتجاهات الاشتراكية التي يدافع عنها ''عمير'' ربما تجعل الإسرائيليين ينهمكون في قضاياهم الداخلية، كالتفاوت في مستويات الدخول، و غيرها من المشكلات التي قد تجعل الناخب الإسرائيلي ينشغل بعض الشيء عن التسوية مع الفلسطينيين· ''عمير'' في حاجة إلى تأييد التيارات اليسارية العلمانية في إسرائيل بما فيها حركة ''ميرتس''، خاصة وأن الاستقطابات القديمة بين ''اليمين'' و''اليسار'' الإسرائيلي بدأت في السنوات الأخيرة تخبو تدريجياً، لاسيما في ظل تشكيل حكومات وحدة وطنية، ما يعني أن وصول ''عمير'' إلى رئاسة حزب ''العمل'' وربما إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية، سيشكل قفزة نوعية جديدة لليسار الإسرائيلي· ما يهمنا نحن العرب أن ينجح ''عمير'' في دفع عملية السلام، وفي الاعتماد على ''أوسلو'' كمرجعية يمكن من خلالها تحقيق السلام العادل والشامل·
وبغض النظر عن التداعيات السياسية التي قد يسفر عنها صعود ''عمير'' المغربي الأصل الذي يتمحور نشاطه في القضايا الاجتماعية ذات الصلة بحقوق العمال، فإن موجة من الحراك السياسي قد بدأت في الدولة العبرية، ويبدو أنها هذه المرة ستكون مليئة بالمفاجآت·
عمر عبدالحي- دبي