الاشتراكيون يبحثون عن قضية وقمة تونس تنتهي بـ 0 مقابل 0
مؤتمر الحزب الاشتراكي الفرنسي، وما انتهت إليه القمة الدولية للإنترنت التي انعقدت في تونس، وتحولات المشهد السياسي الإسرائيلي بعد انتخاب زعيم جديد لحزب العمل، ثلاثة موضوعات نعرض لها في هذه الجولة السريعة في الصحافة الفرنسية·
مؤتمر الحزب الاشتراكي: المؤتمر العام الذي يعقده الحزب الاشتراكي الفرنسي هذه الأيام في مدينة مان بغرب فرنسا كان موضوع مقال تحليلي كتبه ''باتريك جارو'' في صحيفة لوموند قال فيه إن سبب خروج الاشتراكيين الفرنسيين الآن من صمتهم الدهري الذي أعقب هزيمة الرئاسيات الماضية هو أن قادتهم يشعرون بأن هذه هي اللحظة المناسبة تماماً لإعادة تذكير الناخبين بأنهم ما زالوا موجودين، فبعد ثلاثة أسابيع من العنف الحضري والفوضى العامة والتخبط الحكومي، بل وبعد إعلان حالة الطوارئ، لم يبق من شروط اكتمال درامية المشهد الفرنسي سوى أن يستجمع فرانسوا هولاند، ومنافسه لوران فابيوس، وبقية القيادات الاشتراكية، قواهم ويعودوا إلى سطح الأحداث، بحثاً عن ''قضية''· وعلى رغم الصراعات الأهلية الداخلية على زعامة الحزب الاشتراكي، فإن الوضع الصعب الذي يمر به اليمين الحاكم من شأنه أن يزيد من أسهم الحزب، إن عرف قادته كيف يرصون صفوفهم، وكيف يستغلون ثغرات أداء الحكومة السياسي· ومع أن الزعماء الاشتراكيين ركزوا على استهداف وزير الداخلية نيكولا ساركوزي وتحميله مسؤولية عنف الضواحي، لأسباب بعضها متعلق بكون ساركوزي نفسه يعد أحد أبرز المرشحين لرئاسيات 2007 المقبلة، إلا أنهم نسوا مع ذلك أن يشيروا إلى أن جزءاً كبيراً من أزمات الضاحية الفرنسية تولد أثناء فترة حكمهم مع الرئيس الراحل ميتران، أو في فترة التعايش عندما كان زعيمهم جوسبان في قصر ماتينيون على رأس الحكومة· أما في صحيفة لوفيغارو فقد كتب باتريك باروت ومريام ليفي تغطية لمؤتمر ''هولاند'' وفيلق أتباعه، ذهبا فيها إلى أن الهدف المعلن للمؤتمر هو أنه يأتي بمناسبة مرور مئة سنة على تأسيس الحزب الاشتراكي الفرنسي، وهذا ادعاء كان يمكن فهمه لأن الاشتراكيين معروفون بحب العروض والفرجة الانتخابية الليلية الصاخبة، ولكن ما أثير حتى الآن في المؤتمر يكشف هدفه الحقيقي، وهو التمهيد لإعادة تسليك الحزب في الطريق إلى الرئاسيات القادمة، مع الاستفادة إلى أكبر قدر ممكن من المزايدة على الحكومة بعد أن تعمقت جراحها بفعل أزمة العنف الحضري الأخيرة·
نهاية قمة تونس: صحيفة لوموند خصصت افتتاحية لقمة مجتمع المعلومات التي نظمتها الأمم المتحدة في تونس، مبرزة أهم القضايا التي أثيرت في القمة وفي مقدمتها الصراع على استمرار إشراف الولايات المتحدة على المؤسسة التنسيقية التي تحدد اللواحق الدالة على المجال الوطني الرقمي لكل دولة من دول العالم المسماة ICANN الموجودة في كاليفورنيا، وأيضاً مسألة العمل على تقليل الفجوة الرقمية بين الدول الغنية والفقيرة، وإتاحة حق النفاذ إلى الإنترنت دون قيود غير مبررة· ومع أن القمة شهدت تجاذبات حول مسائل الرقابة على الإنترنت، والإشراف عليها خصوصاً بعد أن تبين أن الإدارة الأميركية ترى أن شبكة المعلومات الدولية أهم بكثير من أن يترك أمر الإشراف عليها لجهة غير أميركية، خاصة أن الجهة الحالية تؤدي مهمتها بأفضل طريقة، وأيضاً لأسباب تاريخية كون 10 من أكبر 13 ''سيرفير'' خادمة للشبكة توجد في الولايات المتحدة التي يعود إليها الفضل في ابتكار الشبكة أصلاً· وعلى رغم ما يشبه ''المقايضة'' أو التوافق الذي توصلت إليه القمة، بتأجيل حسم هذه المسألة، كونها تحتاج مزيداً من ''النقاش''، فإن النتيجة النهائية هي بقاء الحال على حاله تقريباً· وفي موضوع تقليص الفجوة الرقمية توصلت القمة إلى وعد من خلال ''إعلان تونس''، الذي تعهدت بموجبه الدول الغنية بمساعدة الدول الأكثر فقراً في هذا المجال· وفي صحيفة لوفيغارو يقترح نيكولا باريه حلاً لمسألة الإشراف على تحديد المجالات الوطنية الرقمية بإعطاء هذه المهمة لجهة تابعة للأمم المتحدة لتلافي تدخل الحكومة الأميركية في هذه المهمة أو حجبها لمجلات دول مغضوب عليها أميركياً، كما حدث عدة مرات السنة الماضية· أما صحيفة لومانيتيه فقد اعتبرت أن المستفيد الأول مما انتهت إليه قمة تونس هو الولايات المتحدة، التي فرضت رؤيتها كأمر واقع بعد كل هذا السجال في الكواليس، والاستعراض تحت الأضواء الكاشفة لوسائل الإعلام أيضاً·
اختلاط الأوراق في إسرائيل: انتخاب عمير بيريتس زعيماً جديداً لحزب العمل الإسرائيلي، كان موضوع افتتاحية في صحيفة لوفيغارو تحدث فيها رئيس تحرير الشؤون الدولية بيير روسلين عن المعطيات الجديدة التي من شأن هذا الحدث إسقاطها على المشهد السياسي الإسرائيلي· ويرى روسلين أن اختيار بيريتس يمكن أن يتحول مع مرور الوقت وإذا توافرت الظروف المناسبة إلى عمر جديد يكتب لحزب العمل الإسرائيلي، سيكون له أثر مهم على الحياة الداخلية الإسرائيلية وعلى مستقبل عملية السلام في الشرق