The Futurist:
وظائف المستقبل
استشراف المستقبل هو المحور الرئيسي لدورية The Futurist التي تصدر كل شهرين عن ''جمعية المستقبل العالمية'' بولاية ميرلاند الأميركية· وتحت عنوان ''ثورة الأعمار المديدة··· كيف ستغير حياتنا؟''، كتب ''مايكل غي· زي'' مقالاً استنتج خلاله أن الجنس البشري يعيش في المرحلة الأولى من ثورة الأعمار المديدة، التي ستصل فيها معدلات بقاء الفرد على قيد الحياة لفترات تتجاوز المئة عام· الكاتب، وهو خبير عالمي في شؤون المستقبليات وعالم اجتماع له عدة مؤلفات، يرى أن هذه الثورة ستمكن الأفراد من التمتع بحياة أكثر شباباً، مما سيؤثر حتماً على كافة المناحي، خاصة ما يتعلق بالعمل والزواج وقوانين التقاعد وأساليب قضاء أوقات الفراغ، وهو ما سيسفر بالضرورة عن ظهور استراتيجيات جديدة يقوم الأفراد بابتكارها لمواكبة هذه التغيرات·
العدد طرح مجموعة من التنبؤات الخاصة بعام 2006 منها: ظهور طفرة عالمية واضحة في الوظائف المتعلقة بالطاقة الشمسية، وأن كثيراً من فقراء العالم سيسقطون ضحاياً لأمراض الأغنياء كالسكري، ومن المتوقع أن تكون الموجات الحارة التي تضرب التجمعات الحضرية أشد حرارة وستكون مدة بقائها أطول· وسيحصل العالم على مزيد من طاقة الرياح· وتوقع العدد أن تتنبأ الكاميرات الذكية بأحداث العنف، ما سيزيد من احتمالات منعها·
وحول الوظائف في المستقبل ومدى تأثير الاتجاهات الراهنة على تشكيل وظائف الغد، كتب ''جون تشالينجر'' -المدير التنفيذي لشركة ''تشالينجر جراي أند كريماس''- مقالاً توصل خلاله إلى قناعة مفادها أن الشركات الكبرى ستحتاج في المستقبل إلى وظائف جديدة لتواكب من خلالها التغيرات العالمية، على سبيل المثال ستظهر الحاجة إلى وظيفة ''منسق الموارد البشرية عبر البحار''، و''مدير شؤون البيئة''· وفي الموضوع ذاته تطرق مديرا معهد بحوث رأس المال البشري بواشنطن، ''روجر هيرمان'' و''جوسي غويا''، إلى أن مؤسسات الأعمال ستبحث في المستقبل عن موظفين لديهم قدر كبير من المعرفة، وفي الوقت ذاته يمتلكون مهارات في غاية الدقة، وستعتمد كثير من الوظائف على مهارات وأعمال لم تكن موجودة من قبل، على سبيل المثال سيكون من بين هذه الوظائف: ''أخصائي توفير العلاج بالهاتف''، و''مدير فندق تحت الماء''· و حول الوظائف الجديدة أيضاً أشار ''ريتشارد سامسون'' مدير معهد ''إيرانوفا'' بولاية نيوجرسي، إلى أن الموظفين لن يلهثوا في المستقبل بحثاً عن وظائف متاحة، بل إنهم سيحاولون ابتكار مهام ووظائف جديدة يستطيعون من خلالها التعامل مع الاقتصاد الرقمي الذي يحتاج إلى مهارات فائقة·
شؤون استراتيجية : العرب والأرمن
اشتمل العدد الأخير من دورية ''شؤون استراتيجية'' على مواضيع ومعالجات متنوعة؛ ففي دراسة عنوانها ''الاندفاع الإسرائيلي نحو جمهوريات آسيا الوسطى''، يحاول زهير قواس إبراز ما حققته إسرائيل من اختراق وتغلغل واضحين في هذه المنطقة منذ بداية التسعينيات مع انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية، فحينئذ أخذت الدولة العبرية تعمل بخطوات محددة ومدروسة لتحقيق أهدافها من خلال السعي إلى إقامة علاقات اقتصادية ودبلوماسية وفنية مع الدول المستقلة حديثا عن الاتحاد السوفييتي المنهار· وكما يوضح الكاتب، فقد امتد الاختراق الإسرائيلي إلى عمق الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى، والتي تضم كازاخستان وأوزبكستان وطاجكستان وتركمانستان وقيرغيزستان· إلا أنه رغم ذلك تظل ثمة عوائق حقيقية أمام استمرار سياسة التوغل الاسرائيلي في هذه البلدان، على رأسها المحاولات الإسرائيلية للعب بتناقضات المنطقة، فضلا عن وجود إرث تاريخي من العلاقات الثقافية والدينية العميقة التي تربط آسيا الوسطى بالعالم العربي!
وفي دراسة أخرى عن ''العلاقات العربية الأرمنية''، يستقصي الدكتور أرشال بولاديان الجذور التاريخية لعلاقات الشعبين العربي والأرمني· ووفقا لما يذكره فقد ظهر الأرمن في فلسطين وسوريا منذ القرن الأول قبل الميلاد، وكان ذلك بداية انتشارهم في البلاد العربية الحالية· إلا أن علاقات الشعبين أخذت آفاقا جديدة منذ القرن السابع الميلادي إثر الفتوحات الإسلامية التي شملت بلاد أرمينيا، وتوطدت هذه العلاقات خلال أيام الحكم العربي لأرمينيا والذي دام زهاء قرنين من الزمن، ثم استمرت عبر المراحل التاريخية اللاحقة· وبعد استقلال أرمينيا عام 1991 بدأت بعض الدول العربية بإقامة تبادل دبلوماسي معها، وفتحت مصر أول سفارة عربية في العاصمة الأرمينية يريفان· وأفرد كاتب الدراسة محوراً خاصاً عن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية أرمينيا، قائلا إنه رغم حداثة عهد التبادل الدبلوماسي بين البلدين (يونيو 1998)، إلا أن علاقاتهما تطورت وتعززت على نحو واسع وسريع· وتحت عنوان ''الإصلاح والفكر الإصلاحي في عصر النهضة''، يوضح زهير توفيق أن فكر النهضة العربية كان فكراً إصلاحياً في الأساس، حيث وقف موقفاً مشككاً في الثورة وفي جدوى الطفرة والتغي