التفجيرات الإرهابية وما تجلبه على العالمين العربي والإسلامي من خسارة مادية ومعنوية، أصبحت هماً ثقيلاً، يأمل الجميع في التخلص منه· خطورة الإرهاب أنه يختزل القضايا العربية، ويهمش المشكلات السياسية الحقيقية· الإرهاب يقف عقبة أمام الإصلاح، ويقف عقبة أمام احترام حقوق الإنسان· هذا الإرهاب يضع الأمة العربية أمام حالة استثنائية تعطل الحركة الطبيعية للحياة، وهو ما سيؤدي حتماً إلى تداعيات سلبية قد لا ندرك ملامحها في الوقت الراهن، بل قد تظهر في المستقبل القريب، لتكشف مدى قبح الإرهاب·
خطورة الإرهاب ومسلسله الدامي تكمن في أنه يجعل الأبرياء عرضة للتعسف الأمني، وتعطل حياة أناس لا صلة لهم بالإرهاب من قريب أو بعيد، وذلك جراء الإجراءات الأمنية الاحترازية التي يتعين على الحكومات اتخاذها حقنا لدماء الأبرياء وضماناً لسلامتهم· فمتى يفيق العالم العربي من كابوس الإرهاب المزعج؟ ومتى تتفرغ أمتنا إلى قضاياها الحقيقية التي تتمثل في: القضية الفلسطينية ومسألة الإصلاح السياسي والتنمية الشاملة؟
مكافحة الإرهاب تستحوذ الآن على اهتمام الجميع حكومات وشعوبا ومنظمات دولية وإقليمية، وهذا الاستحواذ يحرم قضايا أخرى مهمة من العناية اللازمة، ما يعني أن الإرهاب طامة كبرى· ومن ثم لا مناص من مواجهة الإرهاب ودحره في أقرب وقت ممكن، حتى ينتقل العالم إلى مواجهة مشكلاته الحقيقية·
أسامة محمود- دبي