يتوفر العلماء حاليا على مجموعة من الخيارات والأفكار الجديدة التي يأملون الاعتماد عليها في حالة بروز خطر ارتطام أحد الكواكب الصغيرة بالأرض مع ما يطرحه ذلك من تهديد حقيقي على الكوكب الأخضر· وعلى طريقة أفلام هوليود ذات الخيال الجامح والأفكار المبتكرة يطرح العلماء حلولا مذهلة مثل تفجير الكوكب بتوجيه قذيفة إليه، أو زرع محرك على سطحه ينطلق به بعيدا عن الأرض مجنبا إياها الوقوع في كارثة محققة يشبهها العلماء بانفجار قنابل نووية قد تهدد مستقبل الإنسان على الأرض وتؤدي إلى انقراض الجنس البشري· واستمرارا للجهود الحثيثة لتجنيب الأرض مثل ذلك المصير القاتم اقترح رائدا فضاء من وكالة الفضاء الأميركية مقترحا جديدا مفاده تثبيت ''جرار فضائي'' على سطح الكوكب الذي يهدد الأرض قبل اقترابه منها وجره بعيدا بعد تحويل مداره ثم تركه سابحا في الفضاء دون خطر·
ويذكر أن الاهتمام بمصير الأرض بدأ يظهر لدى العلماء بشكل واضح بعدما اكتشف العلماء السنة الماضية وجود كوكب في الفضاء أطلقوا عليه أبوفيس 99942 يهدد بالارتطام بالأرض· ويعتقد العلماء أنه إذا تمكن الكوكب من اجتياز نقطة معينة من الفضاء سينجذب على نحو أسرع صوب الأرض ويقدر العلماء أن مرحلة الجاذبية السريعة ستبدأ مع حلول ،2029 وقد يقع الارتطام بالأرض في 2035 أو ·2036 لكن العلماء يستبعدون حدوث ذلك لأن فرص اجتياز أبوفيس 99942 لنقطة الجاذبية قليلة جدا ومن غير الوارد استمرار الكوكب في نفس مداره إلى غاية وصوله نقطة الجاذبية تلك· ومع ذلك لا يخلو الأمر من بعض الشكوك التي تراود خيال العلماء، خصوصا وأنهم لم يستطيعوا بعدُ حساب مدار الكوكب وتحديد مكانه بدقة بعد مرور السنوات، وكل ما يتوفر عليه العلماء هو تقديرات لمسار الكوكب لا أكثر·
وفي حالة عدم تغيير الكوكب لمساره مع مرور السنوات، أو إذا اتخذ مدارا يقوده إلى الارتطام بالأرض مباشرة يجد العلماء أنفسهم أمام خيارات قليلة قد لا تفي بالغرض وتحقق المطلوب في التعامل مع الكوكب، وهو ما دفع رائد الفضاء ''إدوارد لو'' وزميله ستانلي لوف إلى تقديم اقتراحهم الذي أثار دهشة العلماء من خلال ورقة علمية نشراها في العدد الأخير لدورية ''نايتر'' طرحا فيها مفهوم الجرار الفضائي· وفي هذا الصدد يقول إدوارد ''نحن في حاجة إلى وضع نظام يوصلنا إلى نتائج متوقعة ومدروسة''· ومع الأسف رغم وجود أفكار في هذا المجال إلا أنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب حيث مازالت في مرحلة الفرضيات غير مضمونة النتائج· وإدراكا منهما عدم جدوى الأفكار المطروحة لمعالجة الكوكب الذي يمكن أن يهدد الأرض اقترح الدكتوران ''إدوارد لو'' و''ستانلي لوف'' فكرتهما المبتكرة· وتعتمد الفكرة على تصميم مركبة فضائية أطلقا عليها ''جون ديري'' تتكون من جزءين أحدهما ضخم والثاني صغير· وحسب المقترح سوف تقوم المركبة بالتحليق فوق الكوكب المقترب من الأرض وتدنو منه حتى تصبح قريبة جدا من سطح الكوكب حينها ستدفع الجاذبية الناشئة من الكوكب إلى هبوط الجزء الكبير من المركبة على سطحه· وتفاديا لحدوث ارتطام يهدد المركبة زودت هذه الأخيرة بمجسات تيسر عملية النزول فوق سطح الكوكب· وما إن تثبت المركبة أقدامها بإحكام فوق سطحه حتى تبدأ بجر الكوكب بعيدا عن مداره وتركه في مكان ما في الفضاء· ولم يترك رائدا الفضاء صاحبا الفكرة أي مجال للصدفة حيث أخذا كافة الإجراءات اللازمة لإنجاح عمل المركبة الفضائية· فعلى سبيل المثال تنبها إلى إمكانية وجود أقمار صغيرة تدور حول الكوكب كما يحصل في بعض الأحيان، وهي على كل حال مشكلة محلولة من تلقاء نفسها إذ عادة ما تتبع الأقمار الكوكب عندما يغير مداره بسبب تأثير الجاذبية التي يمارسها عليها الكوكب، وهو ما يتوقع العلماء أنه سيحصل في حالة تحوير مدار الكوكب من قبل المركبة الفضائية·
وقد لاقت فكرة ''إدوارد لو'' و''ستانلي لوف'' ترحيبا لدى الأوساط العلمية التي اعتبرتها أفضل ما طرح في السنوات الأخيرة، فضلا عن أنها تختلف عن الأفكار السابقة ذات الطابع الخيالي في قابلية تطبيقها على أرض الواقع، حيث استطاع رائدا الفضاء أن يقنعا الأوساط العلمية بواقعية طرحهما· ولعل من المشاكل المستعصية التي كانت تواجه المقترحات السابقة، خصوصا تلك التي تعتمد على تفجير الكوكب أو تحويل مساره عن طريق ضربه بصاروخ طبيعة الكوكب ذاته وهل هو من الحجر الصلد أم ركام من الأتربة والغبار· لذا اقترح العلماء أن يتم تنظيم حملات استطلاعية تقترب من الكوكب الذي يمكن أن يهدد الأرض للتأكد من طبيعته والمواد المكونة له، لأن ذلك من شأنه أن يسهل عملية التعامل الفعال معه· بالإضافة إلى ذلك يقول إدوارد لو إن الكوكب يتخذ أشكالا غريبة ما يجعله يغير مساره بين الحين والآخر مصعبا مهمة إصابته بقذيفة من الأرض·
وترتكز فكرة ''لو ولوف'' أساسا على مبدأ الدفع بالاعتماد على محركات كهربائية ونووية تنتج السرعة المطلوبة للاقتراب من الكوكب والنزول على سطحه بصورة ملائمة دون التسبب في تعطيل المركبة· وبالرغم من أن العل