دراما تؤجج الإحباط
في مقاله المنشور بصفحات ''وجهات نظر'' الثلاثاء 16 نوفمبر تحت عنوان ''حتى لا نبتلع الطعم مرتين'' تطرق الدكتور علي الشعيبي إلى الموضوعات التي تناولتها المسلسلات الدرامية خلال شهر رمضان الماضي واصفاً إياها بأنها سعت في مجملها إلى إثارة غرائز المشاهد في المقام الأول· وأنا أتفق مع الكاتب، وأضيف أن إثارة الغرائز كانت تتم بأسلوب آخر بالإضافة إلى موضوع المسلسل ذاته وهو اختيار مجموعة من الممثلات من ذوات الجمال الباهر لأداء الأدوار المختلفة في تلك المسلسلات· وكان الهدف من ذلك واضحاً ومقصوداً وهو دفع المشاهدين إلى الالتصاق بالمسلسلات من أجل جمال الممثلات، وليس من أجل الموضوع، علاوة على ذلك فإن هذه المسلسلات ركزت كما يقول كاتب المقال في معظمها على موضوعات الخيانة الزوجية والحياة السرية لأبطالها· والحقيقة أن هذه المسلسلات -ومعظمها تافه كما أسلفنا- لا تقدم، في الغالب، إلا كل ما هو ضار وسلبي· وبالنسبة للدراما التلفزيونية، فإن مشاهدتها ليست فقط هي الضارة ولكن كل ما ينشر عنها في الصحف ضار أيضا وأنا هنا أتكلم عن الدراما التلفزيونية العربية بشكل عام· فكيف يكون شعور الشباب والشابات في العالم العربي الذين تخرجوا من الجامعة ولا يجدون أي وظيفة ولو حتى براتب متواضع عندما يقرؤون أن الممثل الفلاني يتقاضى ألوفا مؤلفة في الحلقة الواحدة· ولو عمل هذا الشاب العربي أو هذه الشابة العربية طوال عمريهما ما تمكنا من الحصول على تلك الألوف كمرتبات· إن ذلك في الحقيقة كفيل بإصابة الشباب والشابات العرب بالإحباط والحسرة على السنوات التي أضاعوها من أعمارهم وأعمارهن في الدرس والتحصيل·
أسامه عبد الصبور- أبوظبي