أزمة الضواحي الفرنسية: هل هي نموذج مضاد حقاً؟
ما أسباب أزمة الضواحي في فرنسا؟ وماذا عن هجمات عمّان؟ وهل تذوق بلير أخيراً طعم الهزيمة؟ وإلى أين بعملية إصلاح الأمم المتحدة؟ أربعة أسئلة نضعها تحت دائرة الضوء في هذه الجولة السريعة في الصحافة الفرنسية·
تحدي الضاحية: موريس أولريك كتب افتتاحية في صحيفة ''لومانيتيه'' عن أوجاع فرنسا التي أيقظتها الآن أزمة الضاحية من جديد، مؤكداً أن على الفرنسيين النظر إلى الموضوع بالقدر الذي يستحقه من الجدية، على اعتبار أنها أزمة مجتمع ودولة، ظلا يتعاميان عنها، حتى وصلت درجة من الاحتقان صار لزاماً معها أن تنفجر الأمور على النحو الذي نراه الآن· فما تعانيه الضاحية، هو اختصار لما يعانيه المجتمع الفرنسي برمته، وعجز الطبقة السياسية الفرنسية عن الاستجابة لمطالب الشبان الغاضبين، ومناطق الظل المحيطة بالمدن الفرنسية، هو تعبير عن عجز هذه الطبقة عن إيجاد حلول خلاقة ومبتكرة لمجمل التحديات التي تواجه فرنسا الآن بصفة عامة· وفي مجلة ''لوبوان'' تعرض فرانتز أوليفييه جلسبرت لتفاعلات الوضع لما اعتبره انعدام مصداقية بات النموذج الفرنسي عرضة له في نظر العالم، بحيث أصبح مضحكاً من الآن فصاعداً أن تتنطع فرنسا لإعطاء دروس للآخرين، مثلما حاول البعض في الإعلام الفرنسي التشهير بالنموذج الأميركي بعد كارثة كاترينا، فها هي باريس تجد نفسها وجهاً لوجه مع تناقضات وهشاشة نموذجها الاجتماعي الخاص، الذي بات الحديث عنه، لجهة العدالة في التوزيع، أشبه بالحديث عن ''نموذج مضاد''· أما مجلة ''لونوفل أوبسرفاتور'' فقد خصصت ملفها لهذا الأسبوع للموضوع نفسه، وجاء تحت عنوان ''الضواحي: لماذا الحريق؟''، وفي سلسلة مقالاته نجد توصيفاً، وتحليلاً، وتأريخاً، لأزمة الضواحي في فرنسا، وخلفيتها التاريخية· وفي صحيفة ''لوفيغارو يأتي عنوان عمود ألان ريفيول ليختصر طريقة التناول: ''ثورة ضد النموذج الفرنسي''·
هجمات عمّان: في مجلة ''الأكسبريس'' كتبت ''آن لور'' مقالاً عن الهجمات التي تعرضت لها فنادق في العاصمة الأردنية عمان، يوم الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن حدوث مثل هذه الهجمات لا سابق له في تاريخ الأردن، خاصة أن السلطات الأمنية هناك تمكنت من إجهاض العديد من الأعمال الإرهابية في السابق، بما فيها خطط يعتقد أن للزرقاوي الذي أعلن المسؤولية عن هجمات الأربعاء يداً فيها، وكانت له يد أيضاً -حسب القضاء الأردني- في اغتيال الدبلوماسي الأميركي لورنس فوللي سنة ·2002 وتقول الكاتبة إن المملكة الهاشمية على رغم حدودها المشتركة مع العراق ظلت بمنأى عن تداعيات العنف الأعمى الذي تدور رحاه هناك· وقد استفادت أيضاً حتى الآن من موقفها الحازم والإيجابي من خلال دورها في الحرب العالمية على الإرهاب التي يقودها الأميركيون· وفي صحيفة ''لوموند'' كتب أريك فوتورينو زاوية صغيرة تحت عنوان ''عشاق عمان'' تحدث فيها بتأثر عن المأساة الإنسانية التي جسدها تحول عرس أردني في أحد الفنادق المستهدفة إلى مأساة، وتحول ليلة عمر شابين بريئين إلى معرض للموت يقطر دماً دون ذنب جنياه، في تعبير عن دموية الإرهاب الأعمى ولا إنسانيته·
هزيمة بلير: صحيفة ''لوموند'' خصصت افتتاحيتها ليوم الجمعة (أول من أمس) للهزيمة التي مني بها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في التصويت على تعديل اقترحه على قانون يسمح باحتجاز المشتبه في تورطهم في الإرهاب من 14 إلى 90 يوماً، وقد عارض اقتراحه هذا 322 نائباً من ضمنهم أكثر من أربعين ينتمون إلى الجناح اليساري في حزب العمال الذي يتزعمه بلير نفسه، في مقابل 291 فقط صوتوا بالإيجاب لصالح اقتراح رئيس الوزراء· وتقول الصحيفة، موافقة بذلك لرأي ''الغارديان'' البريطانية، إن هذه هي المرة الأولى التي يتذوق فيها توني بلير طعم الهزيمة منذ استلامه سدة الحكم، ومجيئه إلى ''10 دوانينغ ستريت''· وترى صحيفة ''لوموند'' أن نتيجة التصويت هذه ضد أطروحات بلير ليست عديمة المعنى ولا الدلالة، فالبريطانيون على رغم أنهم اكتووا بنار الإرهاب في 7/7 الماضي خلال هجمات لندن، إلا أنهم يشعرون بأن قرار بلير في مارس 2003 المشاركة في الحرب الأميركية على العراق، لم يكن قراراً شعبياً، كما أن استجابة مواطني صاحبة الجلالة لمطالب الأمن تختلف عن استجابة المواطنين الأميركيين بعد أحداث سبتمبر· فمواطنو صاحبة الجلالة تعودوا منذ ثلاثة قرون أن أية ظروف مهما كانت لا يمكن أن تقلص من حرياتهم الشخصية بحيث يمكن احتجاز أحدهم على نحو تحفظي كل هذه الفترة دون محاكمة أو إدانة· وتخلص ''لوموند'' إلى أن مشكلة بلير الآن ليست في عدم قدرته على الإقناع، وإنما في طبيعة المشروع السياسي الذي مضى فيه ربما بعيداً أكثر مما يجب·
إصلاح الأمم المتحدة: في صحيفة ''لوفيغارو'' كتب ألان بارلييه مقالاً تحليلياً عن عملية إصلاح هيئة الأمم المتحدة خاصة من خلال إعادة ترتيب تشكيلة مجلس الأمن الدولي، فبعد القمة العالمية التي انعقدت في سبتمبر الماضي وما عرفته من تجاذبات وإ