العملية الارهابية الجبانة التي استهدفت ثلاثة فنادق في العاصمة الأردنية عمان قبل أيام، تؤكد أن قوى الظلام التي تقف وراء هكذا عمليات قد تجردت تماماً من القيم الانسانية، العملية استهدفت عرساً أردنياً، وأودت بحياة عشرات الأبرياء، في وقت يتساءل فيه الجميع: ما ذنب الضحايا؟ المتابعون للقوى الإرهابية يشيرون عادة إلى أن هذا النوع من العمليات لا هدف من ورائه سوى النيل من مواقف الأردن الخارجية، سواء ما يتعلق بالعراق أو القضية الفلسطينية، وإحراج الأجهزة الأمنية، وبث الرعب في قلوب الآمنين، وإحداث ضجة إعلامية، ربما يكون الهدف منها محاولة إثبات الذات· أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم ''القاعدة''، لكن بغض النظر عن التنظيم المتورط في هذه العملية الإجرامية، فإن الرسالة التي يمكن قراءتها بعيد تفجيرات عمان، هي أن الشرق الأوسط يواجه إرهاباً لا حدود له، إرهاباً لا تردعه القيم الانسانية، إرهاباً لا ينفع معه إلا المواجهة الضارية·
وإذا كان البعض يفسر وصول العمليات الإرهابية إلى العاصمة الأردنية، بأن التنظيمات الإرهابية في العراق تريد توسيع دائرة نشاطها، فإن المهمة الأولى الآن يجب أن تكون تطويق القوى الارهابية ومحاصرتها داخل العراق، كي لا تجرؤ على توسيع نطاق عملياتها خارج بلاد الرافدين·
بسام عبدالله- الأردن