دعوة لضبط النفس في أذربيجان... وفرنسا لم تحقق التعددية الثقافية
ما المطلوب من المعارضة والحكومة في أذربيجان بعد الانتخابات البرلمانية؟ وهل فشل الفرنسيون في تطبيق التعددية الثقافية؟ وإلى أي مدى يمكن تعزيز التعاون الاقتصادي بين الكوريتين؟ وماذا عن محنة الكشميريين بعيد الزلزال؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية·
''أذربيجان··· ماذا بعد؟'': بهذه العبارة عنون ''بوريت غريك'' مدير معهد الدراسات الاستراتيجية في سلوفينيا، و''دوف لونش'' الزميل الرئيسي في معهد الدراسات الأمنية بباريس مقالهما المنشور يوم الثلاثاء الماضي للتعليق على الانتخابات البرلمانية التي جرت في أذربيجان يوم الأحد الماضي· الكاتبان أشارا إلى أن فوز حزب ''يوني'' الحاكم في هذه الانتخابات لم يكن مفاجئاً، لكن المفاجأة تكمن في أنها كانت أكثر نزاهة من انتخابات سابقة، وذلك على الرغم من تقارير لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي تزعم بأن هذه الانتخابات لم يتم إجراؤها حسب المعايير الدولية· لكن ماذا بعد هذه الانتخابات؟ ثمة أولوية أولى تتمثل في التزام الحكومة والمعارضة بسياسة ضبط النفس، فالمعارضة شككت في نتائج الانتخابات، بينما تعهدت الحكومة بألا تسمح بتكرار السيناريو الأوكراني، وأن يكون الدستور وحكم القانون معيارين لضبط الأمور· ومن ناحية أخرى لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حماس تجاه لعب دور في هذه الجمهورية القوقازية الغنية بالنفط، لكن يجب أن يتحلى الأوروبيون والأميركيون بالصرامة والعدل عند التعامل مع أذربيجان، فالإصلاحات السياسية تحتاج مزيداً من الوقت، وإلى استقرار اجتماعي وبنية مؤسسية، ومن المفترض أن يسفر الاعتراف بالتطورات الايجابية التي جرت في أذربيجان خلال الآونة الأخيرة عن تشجيع باكو على مزيد من الإصلاحات السياسية· للغرب مصالح في أذربيجان أهمها النفط، فبغض النظر عن تعزيز الديمقراطية، ثمة شراكة استراتيجية بين الغرب وهذا البلد يقع في قلبها النفط، حيث خط أنابيب (باكو- تبليسي- جيهان) الذي من المقرر أن ينقل إلى الأسواق الغربية قريباً مليوني برميل من النفط يومياً، ناهيك عن احتياطيات النفط والغاز الهائلة في هذا البلد· لكن ثمة ما هو أكثر أهمية من النفط في قصة أذربيجان، ألا وهو فقرها النسبي في البنى التحتية والموارد البشرية المؤهلة، وذلك جراء الحرب التي خاضتها ضد أرمينيا في عقد التسعينيات·
''العالم الثالث في قلب العالم الأول'': هكذا عنون ''بانتاليس بوكلاس'' مقاله المنشور يوم الأربعاء الماضي في صحيفة ''كاثميريني'' اليونانية مشيراً إلى أنه في عام 1998 وعام 2000 عندما فاز المنتخب الفرنسي لكرة القدم بكأس العالم وكأس أوروبا، اعتبر كثير من المثقفين الفرنسيين هذا الفوز اعترافاً بالتعددية الثقافية الموجودة لديهم، حيث يضم المنتخب الفرنسي لكرة القدم لاعبين تعود أصولهم إلى بلدان كانت خاضعة في الماضي للاستعمار الفرنسي· واعتقد بعض الفرنسيين أن الدور الرائد الذي قام به هؤلاء اللاعبون سيُعجل من انصهار الجيل الثاني والثالث من المهاجرين في نسيج المجتمع الفرنسي· غير أن هذه الأمنية لم تتحقق، ذلك لأن جاذبية المنتخب الفرنسي الذي يضم عناصر ملونة بين صفوفه لم تكن كافية لكبح موجة العنصرية التي تمثلت في الأفكار اليمينية لتيار ''الجبهة الوطنية'' بزعامة ''جان ماري لوبان''· كما أن الفرنسيين تقبلوا لاعبي منتخبهم الملونين، لأنهم أحرزوا انتصاراً يُحسب في النهاية لفرنسا البيضاء، ولولا تحقيقهم لهذا الانتصار، لما نالوا هذا القدر من الاهتمام، ولأصابهم التهميش كغيرهم، ولسكنوا في الضواحي ولنعتوا بـ''الحثالة''، وهو اللفظ الذي أطلقه وزير الداخلية الفرنسي على مرتكبي عمليات الشغب الأخيرة في ضواحي باريس· وحسب الكاتب، فإن العالم الثالث، ''وهو في هذه الحالة المهاجرون داخل المجتمعات الغربية''، سيكون من غير الممكن تكامله مع العالم الأول إذا تمادى ساسة الأخير في عجزهم عن مواجهة الموقف، وتذرعوا بحجج كـ''مؤامرات عصابات المافيا'' و''التطرف الإسلامي''·
''اقتراح سابق لأوانه'': تحت هذا العنوان نشرت ''كوريا هيرالد'' الكورية الجنوبية افتتاحية رأت خلالها أن سيئول تقدم مساعدات اقتصادية وإنسانية سخية لبيونج يانغ، وذلك على الرغم من التوتر المتواصل في شبه الجزيرة الكورية جراء البرنامج النووي لكوريا الشمالية· والمنطق الذي تستند إليه كوريا الجنوبية عند تقديمها هذه المساعدات هو تخفيف حدة التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية وتخفيف العبء على الشطر الجنوبي في حال تم توحيد الكوريتين· وحسب الصحيفة، فإن سيئول تقدم منذ عام 2000 مساعدات مالية لبيونج يانغ قدرها 570 مليار ''وون''- الوون يعادل 1,145 دولار أميركي- وتنوي حكومة كوريا الجنوبية في العام المقبل تقديم مساعدات لكوريا الشمالية قدرها 1,562 مليار ''وون''، وهو مبلغ يزيد بنسبة 84,4% مقارنة بالمساعدات التي تم تقديمها العام الماضي· وفي حال استمرت المساعدات ع