الغرب لا يحترم خصوصيتنا
تحت عنوان (الإصلاح ليس رجساً)، تناول الكاتب عبدالله رشيد، في صفحات (وجهات نظر) يوم 7/11/2005 معوقات التقدم والإصلاح في عالمنا العربي، وأشار في أكثر من موقع إلى أن أصحاب الرأي والكتاب والمفكرين هم العقبة في هذا الطريق المفروش بالورود، ويأخذ بيدهم للترويج لصيحات التقدم والإصلاح والتحرر من التخلف المزعوم، والأخذ بالمقاييس والمواصفات الأميركية التي تهدف إلى نسف كل القيم والمفاهيم والأعراف وصولاً لتعاليم ديننا الحنيف، وما المناداة بتغيير المناهج وحذف الآيات التي تحث المسلمين على الجهاد، وحذف سير السلف الصالح، وأعلام المجاهدين في تاريخنا الإسلامي من مناهجنا، إلا جزء يسير من السيناريو الكامل المعد لنا· وركز الكاتب على تحرير المرأة وإنصافها وإعطائها حقوقها المهدورة وكأنها مسلوبة متناسياً أن ديننا الإسلامي تميز بإعطائه المرأة كامل الحقوق التي تحفظ وتصون كرامتها، وإن كان هناك تقصير، فهو في القوانين الوضعية المأخوذة في معظمها عن الغرب·
واليوم يذكرنا الأستاذ عبدالله رشيد ويلقي اللوم على الجميع في عالمنا العربي إن لم نأخذ بتلك الدعوات المبنية على تلك الفرضيات وبأنها خطوة جبارة باتجاه تحقيق التقدم والإصلاح والتخلص من التخلف بألوانه المختلفة، ولم يذكر أن دعواتهم لتحرير المرأة في عالمنا العربي ليست أقل من السفور والاختلاط بمفهومهم في كل المواقع، ونسيان ما وفره ديننا الحنيف للمرأة من حقوق وكرامة، فلكل سبب وخصوصية من الواجب احترامها·أما عن المناهج الدراسية في مدارسنا، فلن يرضى الغربيون عنها حتى لو أخذنا بمناهجهم واعتمدناها في مدارسنا!
إن خلاصة دعواتهم لنا تتلخص في التخلي عن إرثنا الحضاري وقيمنا التاريخية وصولاً إلى ديننا الحنيف وبالتالي شطب الذاكرة وإحلال ما يخدم مصالحهم فقط·
وأما ما نشهده اليوم من حملة شرسة تحت عناوين براقة للديمقراطية والإصلاح، فهي كالستارة البالية التي تفضح أكثر مما تخفي وراءها، فهل نستمر في لعبة الخداع؟
محمد إبراهيم- أبوظبي