لنكتشف الصين
في مقاله ''الصراع القادم·· طبيعته وخلفياته''، حاول الدكتور محمد العسومي توصيف أهم الأبعاد والجوانب في علاقات التنافس بين القوى العالمية العظمى الحالية، معتبرا أن الصراع انتقل من دائرته السابقة التي تضم كلا من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، إلى دائرة أخرى لها شروط جديدة تحكمها وهي أوسع من السابقة حيث تضم الصين التي باتت دولة يحسب لها حسابها في الاستراتيجيات المستقبلية للقوى العظمى!
والحقيقة أنه لا جديد في كلام كهذا على العموم؛ فالصين التي ما تزال إلى الآن دولة من العالم الثالث، لاعتبارات تتعلق بمستوى التطور الاقتصادي والتقني، هي الدولة الوحيدة التي ترشحها مختلف التوقعات لاحتلال مرتبة متقدمة في سلم القوة على مستوى العالم في غضون سنوات قليلة قادمة!
ولعل أحد الأسرار المهمة وراء التطور الصيني هو ذلك الوفاق العجيب بين كثير من التقاليد الثقافية الآسيوية وبين قيم الحداثة وما تنطوي عليه من حث على العمل والإنتاج وترسيخ لمفهوم الصالح العام وما ينبثق عنه من مسؤوليات جماعية كثيرا ما رفدت تجارب التقدم برافعات قوية ومهمة·
ولعل ما يجدر بكتابنا ومفكرينا، هو أن يعكفوا على تحليل التجربة الصينية، ومعها اليابانية أيضا، لاكتشاف الأسرار الحقيقية وراء ما أحرزتاه من نجاح باهر ولافت، لعل ذلك يسهم في إغناء مشاريعنا النهضوية المتعثرة منذ مائتي سنة أو يزيد!
محمد خالد- العين