مضت أكثر من ثلاث سنوات على احتلال العراق، والأحلام الوردية التي وعد بها الغزاة المواطن العراقي تكاد من ضآلتها أن توصف بالندرة؛ فالمواطن يجد صعوبة بالغة في تلبية حاجاته المعيشية الأساسية، كما أن الخدمات (مدارس، تعليم، مياه، أمن···) التي وعد الاحتلال بإصلاحها، تتعثر مع تركيز قواته جل اهتمامها على مواجهة هجمات المسلحين التي ما فتئت تتصاعد· ومع هذه الأحوال الصعبة، يسأل العراقيون أين تذهب أموال نفط بلادهم التي تملك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم؟ ولماذا ظلت نتائج ''إعادة الإعمار'' مجرد مصطلح تقتصر فوائده على شركات الغربية؟
لعل من أخطر القضايا التي شهدها الاقتصاد العراقي خلال عام من الاحتلال هي قضية البطالة خاصة أن لها تداعيات اجتماعية، بل وحتى أمنية؛ فالعاطلون هم دائما قنبلة موقوتة، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن البطالة قد تصل إلى 10 ملايين شخص من إجمالي سكان العراق البالغ 26 مليون نسمة·
فبعد تسريح الجيش العراقي، وحل وزارات الدفاع والداخلية والإعلام، وتوقف الوزارات الأخرى عن العمل··· بلغ عدد العاطلين عن العمل أكثر من 5 ملايين عاطل، في حين أدى توقف الأعمال الصناعية والتجارية والزراعية للقطاع الخاص إلى انضمام 5 ملايين آخرين إلى صفوف العاطلين· لذا لا يمكن الحديث عن مستقبل آمن للعراق في ظل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الخانقة·
إبراهيم بلحمانية - المغرب