لقد تجاوزتم الحدود الإنسانية والحضارية والثقافية والتراثية بأفعالكم الإرهابية، وأساليبكم الظلامية الهمجية المتخلفة، لقد قتلتم الإنسان والحياة، ولا زلتم تطاردون وتلاحقون كل من يخطو من أجل عراق الخير والأمان والبناء· ولكنكم تجاوزتم هذه المرة، تجاوزتم بإرهابكم الأسود أيها الجهلة، لكي تدمروا وتشوهوا وتقتلوا موروثنا الحضاري وثقافتنا الوطنية العراقية، ومحاولة إلغاء تراثنا الوطني الإنساني، هذا التراث الخالد العظيم، الذي تجاوز الحدود الوطنية العراقية ووصل الى أغلب بقاع العالم· بالأمس القريب استهدفتم أحد معالمنا الأثرية المتميزة والمنتصبة على مر السنين، وهي ملوية سامراء، وبعدها بأيام حطمتم تمثال الزعيم الوطني عبدالكريم قاسم مؤسس الجمهورية العراقية وقائد ثورة الشعب، واليوم امتدت أياديكم الجبانة للاعتداء على رمز آخر وهو أبو جعفر المنصور· والأمثلة كثيرة على جرائمكم· كل هذه المعالم والآثار الحضارية والثقافية· تخيفكم يا أعداء الحياة والإنسان، لذلك جعلتموها في دائرة أهدافكم الإجرامية، هكذا تخيفكم ثقافتنا وتراثنا وإبداعنا، تخيفكم حتى القصيدة والقصة والرواية واللوحة والمسرحية والعلوم والرياضة والأغنية، هكذا أنتم تعيشون في زمنكم، زمن الغدر والتخلف والجهل، وأن زمنكم هذا حتماً إلى زوال، أما حضارتنا وثقافتنا فهي باقية وخالدة·
فعلى كل الجهات المعنية، الشعبية والحكومية منها تقع اليوم مسؤولية حماية ثروتنا الوطنية الثقافية والحضارية، والتي لا يمكن أن تعادل بثمن من الأثمان، ويجب كذلك الحفاظ عليها والدفاع عنها من اعتداءات جهلة اليوم، قاتلي البشر والحياة والحضارة·
أيها العراقيون: حافظوا على النصب الوطني الشامخ في وسط العاصمة العراقية بغداد، نصب الحرية، الذي أصبح رمزاً وطنياً لكل العراق والعراقيين لأننا عندما نقول كلمة بغداد يظهر أمامنا نصب الحرية شامخاً ملوحاً للجميع، وعندما نذكر نصب الحرية تشمخ بغداد الحبيبة·
حمزة الشمخي- كاتب عراقي