لقد غادرت يا زايد بعد أن وصلت بنا إلى ذلك الركن الأقصى من تلك الشجرة المثمرة، إذ أصبحت على يديك هذه الدولة فتية، ينهل من خيراتها الصغير والكبير· أنت لم ولن تذهب من قلوبنا؛ لقد غادرتنا جسداً لا روحاً، فكيف تذهب روحك وقد حفرتها على قلوبنا في البطينين؟ لقد سيطر على قلوبنا، التي بكت بدموع غزيرة، الحزن، واحتلها البؤس وصادقها البكاء·
لقد كنت يا زايد رمز العطاء والخيرات، ولن ننسى موقفك الذي وقفته خلال حرب 1973 عندما قلت برجولة: (النفط ليس أغلى من الدم العربي)، وكانت هذه المقولة بداية أزمات الإسرائيليين في تلك الحرب· ولن ننسى أيضاً إسهامك في إنهاء الحروب الأهلية بلبنان الشقيق، وأيضاً لن ننسى مساندتك لمتضرري الكوارث الطبيعية· ولا ننسى إسهامك الفعال في نشر الإسلام وأدلتنا على ذلك وفيرة كبنائك لمساجد في النرويج، وبنائك لدار زايد لرعاية المسلمين الجدد، وبرعايتك للأيتام والكثير والكثير· رحمك الله يا زايد الخير والعطاء··· لقد كنت تعي معنى الوطن ومعنى الإسلام ومعنى العروبة·
أديب محمد قبلان- العين