على الرغم من أن الكثير من العرب يشعرون بالغضب تجاه الإدارة الأميركية الحالية، بل ويعتبرون أنها أسوأ إدارة جاءت في تاريخ الولايات المتحدة وذلك بسبب سياساتها المؤيدة لإسرائيل، وبسبب قيامها بغزو العراق وأفغانستان· مع ذلك وبصرف النظر عن الاتفاق أو عدم الاتفاق مع هذه المشاعر فإنني أرى أن ما حدث في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة عندما قام قاضٍ فيدرالي بإصدار عريضة اتهام ضد ''لويس ليبي'' مدير مكتب نائب الرئيس الأميركي'' ديك تشيني'' أمر لا يدين الإدارة الحالية بقدر ما يحسب لها لأنه يثبت بشكل قاطع أنه لا أحد فوق القانون في أميركا مهما كان منصبه وأن تلك الإدارة لا تجد غضاضة في كشف أخطائها·· وليس الأمر بالطبع مقصورا على الإدارة الحالية، ألم تتم إدانة كلينتون من قبل بالكذب؟ و ألم تتم إدانة نيكسون في فضيحة ''ووتر جيت'' التي دفعته للاستقالة؟ إن كل ذلك يثير إعجابنا في الحقيقة نظرا لما نراه في عالمنا العربي حيث نجد أن المسؤولين الكبار على ''رأسهم ريشة'' كما يقال فيرتكبون من الأخطاء والمخالفات والتجاوزات ما يرتكبونه دون أن يخشوا تقديمهم إلى المحاكمة وفي أفضل الأحوال يتم الاكتفاء بعزلهم من مناصبهم بعد أن يكونوا قد قاموا بمراكمة الأموال التي نهبوها ولم تعد بهم حاجة لمناصبهم· إننا ننقل عن الغرب دائما أسوأ ما فيه ونحاول أن نقلد بعض المظاهر والتفاهات ولكننا لا نستفيد منه في ديمقراطيته، وعدالته، وعلمه، وتقدمه·
زياد منذر- عمان