تجيء ذكرى مرور عام على وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ذلك القائد العربي الفذ الذي كان يمثل نموذجا للشهامة والفروسية العربية قل نظيره الآن· إن المواقف التي وقفها سموه رحمه الله لنصرة القضايا العربية عديدة، كما أن المرات التي هرع فيها إلى إغاثة الملهوفين في كافة بقاع العالم أكثر من أن تعد أو تحصى· وهو فضلا عن شهامته وفروسيته ونبله كان يتميز بحنكة سياسية نادرة· فعلى الرغم من أن السياسة علم يدرس في الجامعات والأكاديميات، إلا أننا لو قمنا بإجراء دراسة على مواقفه وسياساته في الأحداث الكبرى التي مرت بها دولة الإمارات العربية المتحدة أو التي مرت على العالم العربي فسوف نجد أن الرجل كان يتميز بحنكة غريبة لا تتوافر لدى كثير من الساسة العالميين· ومما لاشك فيه أن المكانة التي وصلت إليها دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة الدولية في الوقت الراهن، إنما تدين بالكثير من الفضل لهذا الرجل الذي قادها في ظروف بالغة الدقة والحرج، واستطاع بذكائه وفطرته السليمة ودبلوماسيته، وخبرته، المحافظة على كيانها الاتحادي وسط أنواء عاصفة في الوقت الذي رأينا فيه الكثير من التجارب المماثلة في العالم تتحطم وتنهار نتيجة لحماقات الساسة أو دموية الجنرالات· سنظل نحمل دوما لهذا الرجل العظيم أطيب الذكريات· ومما يخفف علينا وطأة خسارته أنه قد ترك أبناء له قادرين على حمل الرسالة وأداء الأمانة والاضطلاع بالمسؤولية وإكمال المسيرة التي بدأها·
أشرف مصطفي حافظ- مصري مقيم في الإمارات