ونحن نستعيد اليوم الذكرى الأولى لوفاة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، تقع على عاتقنا -نحن الجيل الحالي- مسؤوليات كبيرة في مقدمتها المحافظة على القيم التي آمن بها سموه والعمل دون كلل أو تقاعس على المبادئ التي أوصلت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى هذه المكانة المرموقة بين دول العالم· ومن هنا، ووفاء لذكرى القائد المؤسس لابد وأن يكون الثاني من نوفمبر من كل عام يوم وفاء لذكرى والد عظيم غرس فينا هذه القيمة العظيمة·
وانطلاقا من مسيرة الشيخ زايد التي تمثل نموذجا لثوابت سياسية وإنسانية خاصة في القضايا المحورية المرتبطة بشعبه ومواطنيه وأمته، فإن استرجاعنا لنهج سموه وفكره وتجربته وحكمته في كثير من المجالات هي أمانة لدينا لنحملها للأجيال القادمة التي من حقها أن تتوارثها هي الأخرى عن بعضها بعضاً· وحتى نستطيع إيصال تلك الأمانة بإخلاص وتفان ونقدمها للأجيال القادمة يكون من المناسب تخصيص يوم الثاني من نوفمبر يوم وفاء للشيخ زايد تقديرا لجهوده في بناء الدولة وتأكيداً على حبنا له كما أننا بتلك المناسبة يمكننا أن نؤدي للعالم رسالة نقدمهاِ للعالم من مدرسة زايد الخير والعطاء رحمه الله· خاصة وأن زايد ترك لنا موروثا هائلا من التجارب والقيم الإنسانية الفريدة التي تستحق أن تتدارسها الأجيال تلو الأجيال·
وإذا كان يوم الوفاء لزايد الذي رحل عنا جسدا وبقيت معنا مآثره النبيلة وحكمته السياسية والإنسانية الرائعة التي ستبقى في ذاكرة الزمن، فهي أحد صور العرفان والولاء للشيخ زايد، فإن ما امتاز به الشيخ زايد رحمه الله من صفات كقائد وإنسان لهو دروس من حق الأجيال القادمة أن تنهل منها· كما أن الاحتفال بهذه المناسبة سنويا، إنما هو تعبير عما يكنه شعب الإمارات من مشاعر حب وتقدير للوالد والقائد المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان· وإذا كان، أيضا، يوم الوفاء لزايد هو العمل بمضمون الرسالة والمبادئ العليا والفضيلة فإن واجبنا تجاه الاعتراف بالدور التاريخي الذي قام به الشيخ زايد رحمه الله يتمثل في العمل على نقل الإنجازات والشواهد التي تركها سموه للعالم باستذكارها في يوم وفاته، فهو من الرجال الذين تستدل عليهم بأعمالهم عندما تفنى أجسادهم وتبقى أعمالهم شواهد لهم ولما أنجزوه في حياتهم وما صنعوه لشعوبهم وأممهم·
بلاشك فإن، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد هو من القلة القليلة الذين تركوا إنجازات من الأفعال الشاهدة والباقية وهي بجانب أنها ميزة ومفخرة لنا -كشعب الإمارات- فإننا أحوج من غيرنا في أن نستذكر أفعاله بين الحين والآخر بعد أن أدى القائد واجبه وأكمل رسالته وأن نسير على دربه وننقل للأجيال المقبلة مسيرته الفذة· وأعتقد أن الثاني من نوفمبر من كل عام، هو أفضل وقت لذلك·
تخصيص يوم وفاء لزايد فكرة يجب ألا تغيب عن أذهاننا أو نتردد فيها لأن الشيخ زايد رحمه الله لم يكن شخصية عادية، والوفاء لزايد القائد والإنسان الذي رحل عنا جسدا، هو واجب وطني لباني الإمارات الذي كرس حياته في خدمة مواطنيه بالجهد والعطاء· نعم·· علينا أن نكون أوفياء لزايد الخير في يوم وفاته بالمحافظة على القيم التي أرساها والتي أثبتت للعالم أنه قائد من الطراز النادر، إنسانيا وسياسيا· فلا تكفي الكتابة لأننا مهما كتبنا عن زايد الخير وأعماله الخيرة لا يمكننا أن نوفيه حقه· ولنجعل يوم الثاني من نوفمبر يوماً خالداً لشعب الإمارات وإن أقل ما يمكن أن نقدمه عرفانا وتكريما لهذا القائد الفذ هو تخصيص يوم الثاني من نوفمبر وفاء للشيخ زايد·