لا أدري حتى الآن ما هي المصلحة أو الفائدة من تصريح الرئيس الإيراني بإزالة إسرائيل من على خريطة العالم·· هل يستطيع؟ ومن يتركه يستطيع؟·· من المعروف أن السياسة مصالح وأن الساسة يجرون وراء مصالح دولهم بغض النظر عن مواقفهم، ولا يوجد في السياسة عدو دائم أو صديق دائم على الاستمرار، إنما الأمور كلها تحكمها مصالح· ولكن هناك سياسة أقل ما توصف به أنها سياسة غبية وهي السياسة التي تخدم عدوك وتضرك تماماً مثلما تجد في حرب ما عدوك يسارك ويناضل لقتل نفسه دون التعرض لك بأي أذى·
نعم إسرائيل أصلاً لا وجود لها على الخريطة ولكنها بفعل القوة والمساعدات المعروفة أصبحت على الخريطة مألوفة· وكلنا يتمنى أن تعود الخريطة القديمة وعليها دولة فلسطين، ولكن مثل هذه التصريحات التي هي مجرد فرقعة في الهواء لا تثمر شيئاً إلا تربية الأعداء·· أي زيادة العداء· العالم كله الآن يشجب ويستنكر ويدين تصريح الرئيس الإيراني·· وأصبحت الآن العين على إيران بعدما كانت هناك محاولات لتمرير البرنامج النووي الإيراني على أنه برنامج يفيد الأغراض السلمية·· قدم الرئيس خدمة جليلة للمجتمع الدولي وقدم لهم حججاً لا يحلمون بها، ها هي إيران تريد صنع القنبلة النووية·· قطعاً لن يسمح لها بصنع أي سلاح فيه ذرة واحدة نووية·· وها هو الرئيس نفسه يقدم رفض العالم له ولمشروعه دون أن يكلف وزراء الخارجية في الدول المعنية بكتابة مذكرة من سطور قليلة· لماذا لا يجب أن يترك المجتمع الدولي إيران بتصنيع القنبلة النووية؟ لقد سئم العالم التصريحات العنترية التي يكذبها أصحابها قبل أعدائها··
إن أكثر ما يعانيه العالم الثالث، التصريحات النارية التي تحرق أصحابها فقط، وقد عشنا من قبل اللاءات الثلاث قبل 5 يونيو 1967 وكيف بسبب قوة التصريحات، وضعف الجيش فقدنا 69 ألف كيلومتر·· وعاشت التصريحات على قبور أصحابها، وأخيراً وليس آخراً أتمنى ألا ينقلب السحر على الساحر·
د· مراد راغب حنا- أبوظبي