أفهم أن مَن يتبنى موقفا معينا يجب أن يظل محافظا عليه حتى النهاية·· وإذا ما اضطر إلى تغييره فيجب عليه حينئذ أن يعترف أمام الجميع بأنه كان قد أخطأ عندما اتخذ هذا الموقف في البداية· الذي يدعوني لقول ذلك أن السنة العرب رفضوا في البداية الدخول في العملية السياسية في العراق بحجة أنها غير شرعية، لأنها تتم تحت حراب الاحتلال·· وهي وجهة نظر كان يمكن للمرء أن يحترمها، إذا ما كان السنة قد تمسكوا بها حتى النهاية· ولكنهم الآن يقومون بتغيير موقفهم على أساس أن موقفهم السابق بعدم المشاركة في العملية السياسية، قد حرمهم من العديد من الفرص، وجعلهم غير ممثلين في الأجهزة التشريعية والتنفيذية في العراق كما يجب، وهو ما أضر بمصلحتهم في النهاية· وهذا موقف يمكن للمرء أن يحترمه أيضا على اعتبار أنه يعكس قدرا من الواقعية السياسية· ولكن كان على الأخــــــــوة السنة في هذه الحالة أن يعترفوا بأنهم قد اخطأوا عندما تبنوا موقفهم السابق، وأن المسؤولين عن ذلك يجب أن يعلنوا تحملهم مســـــــؤولية ذلك، وأن يتنحوا عن مواقع المسؤولية إذا ما كانوا لا يزالون موجــــودين فيها، لأنهم أضاعوا على السنة فرصا كثيرة وسمحوا لباقي الطوائف والعرقيات في العراق بأن تستفيد من غيابهم، وهذا في تقديري خطأ في الحساب السياسي وسيضر بمستقبل العملية السياسية في العراق الجديد·
ناطق حسين - كوبنهاجن