أن تُطلق إعلاناً من قلب العاصمة السورية دمشق، بهذه القوة والصرامة، لهو أشبه بالبلاغ الصادر عن أية حكومة جديدة، قد انقلبت على التي قبلها، حيث تقوم بإذاعة بيانها الأول على المواطنين، تستأذنهم للمضي قدماً في عملية الإعداد لمشروعها!
بقراءة متأنية لإعلان التغير الوطني الديمقراطي في سوريا، أو ''إعلان دمشق'' كما أراد المؤتمرون تسميته بهذا الاسم، يتضح لنا أنه اتسم بالتلاعب اللفظي وبالمواربة الكلامية كما ظهر في موقفه من القضية الكردية في سوريا حيث أدخل الإعلان عنوة الفقرة المتعلقة بالكرد، وبخصوص الوجود الكردي في سوريا دعا إلى ''إيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في سوريا، بما يضمن المساواة التامة للمواطنين الأكراد السوريين مع بقية المواطنين من حيث حقوق الجنسية والثقافة وتعلم اللغة القومية وبقية الحقوق الدستورية والسياسية والاجتماعية والقانونية''·
كما برز التشظي في عدة مواقع من جسد البيان، خاصة في ما يتعلق بربط التغيير بالدين الإسلامي باعتباره دين الأكثرية وعقيدتها، ولم يخلص الإعلان إلا إلى الحرص الشديد على احترام عقائد الآخرين وثقافتهم وخصوصيتهم، والانفتاح على الثقافات الجديدة والمعاصرة·
الإعلان بصيغته البيانية رائع بدون منازع، وهو أول عمل توافقي للمعارضة السورية، لكنه يفتقر إلى العديد من النقاط التي كان من واجب المؤتمرين إدخالها، وتعديل الصيغة النهائية للبيان·
ولعل إحدى أبرز النقاط التي أغفلها المؤتمرون، هي ضرورة أن تكون الهيئة التحضيرية للإعلان قد ضمت شخصيات تنتمي لطوائف وأقليات هي جزء من الطيف الاجتماعي السوري!
مسعود عكو- سوريا