ما زالت تداعيات تقرير القاضي الألماني ديتليف ميليس حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري تتوالي رغم إعلان دمشق رفضها لما جاء في التقرير من اليوم الأول إلا أنها أعربت عن استعدادها الكامل للتعاون مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بالقضية، مؤكدة أن اللجنة التي ترأسها ميليس تأثرت بالأجواء السياسية التي سيطرت على لبنان في أعقاب اغتيال الحريري، وأنها انطلقت من أفكار مسبقة لتتوصل إلى نتائج ذات طابع سياسي توجه أصابع الاتهام لسوريا وتشهر بها دون أدنى دليل·
الخطير في تقرير ميليس ما أثاره من دعوة الولايات المتحدة وبريطانيا إلى تحرك دولي وإلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرارات ضد سوريا·
إن التصريحات التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس وأعربت فيها عن ثقتها البالغة في رد المجتمع الدولي على سوريا في أعقاب إعلان تقرير ميليس لهو تصريح أكثر منه تلميحا بتهيئة الأمم للأسوأ المتوقع ضد سوريا·
ويبدو أن التقرير وضع دمشق في موقف ضيق عليها هامش التحرك في ضوء ما تتعرض له من ضغوط أميركية وبريطانية وفرنسية، وفي ضوء المعلومات التي أوردها التقرير عن تورط بعض الشخصيات·
كذلك فإن المرونة التي أبدتها دمشق فيما يتعلق بالتعاون الكامل لكشف الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري قبل أن تتخذ قرارات بفرض عقوبات عليها تزيد من موقفها في اجتماع مجلس الأمن·
وفي كل الأحوال فقد فتح تقرير ميليس الطريق لتصعيد خطير سياسيا وقانونيا وهو ما كانت واشنطن وتل أبيب تسعيان اليه دون أن يكون لديهما دليل قوي لإثباته على مدى شهور طويلة مضت، ومنذ أطبقت الولايات المتحدة على الجسد العراقي، وعدم قدرتها على إثبات تورط سوريا في فتح حدودها المشتركة مع العراق لتمرير عناصر مقاومة للاحتلال أيضاً·
بخيت عبدالمجيد المرسي- مصر