ردا على د.عبد الله المدني.. العلاقة غير مؤكدة
لم يقدم مقال الدكتور عبدالله المدني، والمنشور على هذه الصفحات، يوم الأحد الماضي، تحت عنوان ''الجماعة الإسلامية أو النسخة الآسيوية للقاعدة''، ما هو جديد أو مفيد في موضوعه! ذلك أن معلومات التقارير ومادتها التي استعرضها المقال حرفياً، هي مما هو منشور ومبثوث في الصحف وباقي وسائل الإعلام الأخرى منذ عدة أشهر! أما محاولته الربط بين ''الجماعة الإسلامية'' في جنوب شرق آسيا وبين تنظيم ''القاعدة'' فلم تكن مقنعة أو موفقة إطلاقا إذ كان كل ما دلل به على ذلك الارتباط هو ما قيل عن علاقة المسمى حنبلي بعناصر تنتمي إلى ''القاعدة''، إضافة إلى جزئية أخرى مفترضة وغير مؤكدة تتعلق بباعشير المعتقل حاليا في بلده إندونيسيا!
وحاول الكاتب أن يتحفنا، نحن قراؤه، باكتشاف جديد مبهر وغير مسبوق، حين نقل لنا مقتطفات من تقرير لهيئة غربية تنشط في مجال جديد هو ''مكافحة الإرهاب''، حيث استنتجت الهيئة في تقريرها أن تنظيم ''الجماعة الإسلامية'' في جنوب شرق آسيا يستثمر ثلاثة عوامل رئيسية لتجنيد مقاتلين ونشطاء في صفوفه؛ هي روابط القرابة العائلية، وروابط الزمالة المدرسية، وعلاقات العمل·· والحقيقة أن هذه هي مجمل الروابط التي تنتظم الاجتماع البشري متمثلا اليوم في المدن الحديثة! فما جديد التقرير القديم إذن؟!
ولعل القارئ المتابع لمقالات الدكتور عبدالله المدني، يدرك الموضوعية المحدودة والحياد الذي تفتقده، خاصة منها ما يتعلق بالتنظيمات الإسلامية، وهذا ما يتضح من مبالغته في تجريمها ومن كثافة استخدامه لعبارات حادة وقاسية لا تناسب مقام البحث العلمي المتخصص!
سمير نويهض - لبنان