تعقيباً على نيكولاس كريستوف.. النيجر آخر المجاعات؟
في مقاله المنشور على صفحات وجهات نظر يوم أمس الثلاثاء تطرق الكاتب والمحلل الأميركي إلى مسألة مهمة وإذا كان من المشروع أن يقال عن صعوبة التنبؤ باحتمال حدوث بعض الكوارث الطبيعية، فانه ليس من المشروع أصلاً ألا تكون هناك قدرة معينة على توقع حصول مجاعات أو ظروف جفاف أو تردٍّ في قيمة محصول زراعي· والواقع أن ذلك ينطبق على ما حدث في النيجر أخيراً من جفاف ومن مجاعة وصلت إلى حد تهديد حياة الآلاف من سكان هذا البلد، وإلى الحد الذي دفع الأمانة العامة للأمم المتحدة للشكوى من تراجع مبدأ المساعدة الدولية ومع ذلك لم تتحرك الدول الغنية التي تدعي قيادتها لزمام المساعدات الدولية· إن ما جرى في النيجر يكشف عن حقيقة مفادها أن الدول الغنية تعتمد مبدأ التعاون ومساعدة الآخرين في إطار ملهاة سياسية ولعل ما اعترف به الرئيس الفرنسي جاك شيراك يؤكد ذلك عندما قال ''إن المجاعة التي حصلت في النيجر كانت تحت أنظار العالم''·
إن المأساة التي مرت بها النيجر خلال الأيام القليلة الماضية وما مرت به دول إفريقية من ظواهر جفاف ومن نقص حاد في الأغذية كل ذلك يقتضي في حقيقة الأمر مراجعة دولية من أجل التأسيس لتقاليد وقوانين مساعدة على غرار التقاليد والقوانين المعتمدة لحماية حقوق الإنسان، وإذا كانت الدعوات تتزايد لإقامة ملاذات آمنة لحماية الطبيعة، فإن الأهم أولاً إقامة ملاذات تنظيمية لنصرة الدول الفقيرة لأن مثل هذا التوجه يمثل مفتاحاً منطقياً لخفض معدل الهوة بين دول العالم وإن كان ذلك بنسب ضئيلة·
ولنا أن نشير أيضاً إلى أن المشاغل السياسية التي استولت على اهتمام الاتحاد الإفريقي قد وضعت أزمة الجفاف والمجاعات والفقر على الرفوف المنسية في مقر هذه المنظمة القارية بينما يقتضي الحال أن تكون قيد المداولة المتكررة·
منصور زيدان - دبي