بمجرد ظهور المسودة الأولى من تقرير ميليس حول مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري بدأ مجلس الأمن يعد العدة للانعقاد للتوصل إلى قرار حاسم ضد سوريا وبعض الأطراف اللبنانية· ومع أن هذا من صميم اختصاص مجلس الأمن إلا أن مثل هذه الهمة والقدرة على الحسم، يفتقدها مجلس الأمن تماماً عندما يتعلق الأمر بإسرائيل· فالكل ما زال يتذكر عندما ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة في جنين، وعجز مجلس الأمن حتى عن امتلاك القدرة على إصدار بيان إدانة لا يقدم ولا يؤخر· والمشكلة أن المجلس الهمام لا يتذكر الفصل السابع إلا عندما يتعلق الأمر بدولة عربية أو إسلامية· وأقترح شخصياً على مجلس الأمن أن يعلن أنه لا يستطيع تنفيذ الإرادة الدولية إزاء إسرائيل ولا يستطيع ردها عن الأذية، ويعترف بعجزه عن القيام بواجباته في صيانة الأمن والسلم الدوليين ويعطي مسؤوليه إجازة مفتوحة، أو أن يغير من انتقائيته وعدم توازن قراراته وازدواجية معاييره المخلة بأبسط مبادئ العدالة والمساواة، وتبعيته الواضحة للإرادة الأميركية·
محمود عز الدين - دمشق