تعقيباً على جيمس زغبي.. مفارقة أميركية
في المقال المنشور بصفحاتكم الاثنين 24 أكتوبر تحت عنوان'' بوش ومصاعب فترة الولاية الثانية'' تطرق الكاتب إلى ظاهرة التدهور الذي يشوب أداء الرؤساء الأميركيين عادة في فترة الولاية الثانية التي يكون فيها الرئيس أكثر ضعفا· والحقيقة أن ما جاء في هذا المقال أدهشني لأن الرؤساء الأميركيين -حسب علمي يكونون في فترة ولايتهم الأولى حريصين على التجديد لفترة ولاية ثانية، فيعملون على إرضاء جماعات الضغط في الكونجرس، والجماعات النافذة في المجتمع الأميركي سواء منظمات المجتمع المدني، أو الميديا، أو حتى بعض القيادات الدينية خصوصا على ضوء التأثير المتنامي للدين على العملية السياسية في أميركا في السنوات الأخيرة مع صعود تيار المحافظين الجدد· وهذا الإرضاء يأتي عادة على حساب حرية الرئيس الذي لا يكون في هذه الحالة حر التصرف في الكثير من السياسات والقضايا التي تواجه إدارته· أما في فترة الولاية الثانية فيكون الرئيس قد تحرر من خضوعه لجماعات الضغط هذه ولم يعد مضطرا لإرضائها، لأن فترة ولايته سوف تنتهي بعد أربع سنوات ولن يكون قادرا على تجديدها لفترة ثالثة حسب الدستور الأميركي· ولكن الكاتب يقول لنا شيئا غير هذا وهو أن أداء الرئيس عادة ما يضعف في الفترة التالية ويصبح غير قادر على الحسم · وهذا في رأيي لا ينطبق على كل الحالات كما قلت ولا يجب النظر إليه على أنه ظاهرة رئاسية أميركية عامة بدليل أن رئيسا مثل بيل كلينتون كانت الفترة الثانية من ولايته وخصوصا سنواته الأخيرة هي أفضل سنوات رئاسته، على الأقل لجهة محاولته حل القضية الفلسطينية وقيامه بمجهود خرافي في ذلك السياق رغبة منه في دخول التاريخ باعتباره الرئيس الأميركي الذي نجح في حل تلك القضية، على الرغم من أن الجماعات الصهيونية دبرت له قضية مونيكا لوينسكي عقابا له على ذلك ولتشويه صورته وإخراجه تماما من التاريخ·
نضال عواد - العين