ردا على د. رضوان السيد.. لا تصادروا التفاؤل
قرأت باهتمام خاص المقالة الأخيرة للدكتور رضوان السيد، ''المستقبل العراقي·· والمستقبل العربي''، وعلى الرغم من كمية التحليل والروح الاستشرافية القوية داخلها، إلا أنها أغرقتنا، كقراء، في حالة من التشاؤم الكبير، خاصة لجهة حديثه عن المستقبل العربي خارج مشهدي الاستبداد والفوضى الأهلية: ''أين النخب السياسية والثقافية التي لا تلتحق بالطغاة ولا بجماعات الحرب الأهلية؟ وأين هو الجمهور العربي الذي ذاق طعم الاستبداد، لكنه لا يبدو مهتما بشكل كاف بسلامته وحريته ووحدته؟''! وبذلك الاستنتاج يكون الدكتور السيد صادر أهم ركيزتين للتطور والإصلاح العربي؛ ألا وهما الدور التاريخي للنخبة الاجتماعية من جهة، ثم طاقة التغيير ومخزوناتها متمثلة في الجماهير التي تنتصر لحقوقها!
وفيما تعرض له الدكتور رضوان السيد من تفاصيل في مقاله، هناك الكثير مما يمكن الاعتراض عليه، خاصة أن بعضه يدخل في صلب التعميمات التي أراد بلورتها! فمثلا لم أفهم معنى قوله: ''وكما كنا أيام صدام حسين، نعذر المعارضة الشيعية في بعض تصرفاتها غير المقبولة! كذلك أسرفنا في الاعتذار لهيئة علماء المسلمين والجمعيات السنية الأخرى في السنة الأولى من الاحتلال''! أقول ''لم أفهم'' لأنه لا وجه للمقارنة بين فريقين كان أحدهما يعارض نظاما عراقيا قائما (بصرف النظر عن رأينا فيه) ويتخذ لذلك منحى طائفيا من خلال الاعتماد على دولة مجاورة، وبين فريق آخر جهر بأجندته المعادية للاحتلال منذ أول يوم وظل كذلك إلى الآن!
من هنا أتساءل: هل يمكن أن يكون هناك ''مستقبل عراقي'' أو ''مستقبل عربي'' بشكل أعم، دون التصدي الفعال لاحتلالات قائمة وأخرى محتملة أو ربما باتت وشيكة؟!
مها أحمد عدنان- عمَّان