في التاسع عشر من أكتوبر كانت بداية محاكمة جلاد العراق صدام وبعض من أعوانه، حيث تأخرت المحاكمة لفترة من الزمن بسبب رفض الديكتاتور صدام تقديم نفسه للمحاكمة، وهذا من المتعارف عليه في كل المحاكم العراقية وغيرها، أن يقدم المتهم نفسه أمام كل أعضاء المحكمة·
ولكن استمر التأخير لفترة أطول بعد ذلك، بسبب انتزاع لبعض من المتهمين من البعثيين لكوفيتهم وعقالهم من قبل الشرطة القضائية قبل دخولهم لقاعة المحكمة· حيث احتج أحدهم عندما سئل عن التعريف بنفسه، قائلا كيف أعرف بهويتي الشخصية وعقالي ليس فوق رأسي، وهذا الشخص هو المتهم عواد البندر رئيس ما كان يسمى بمحكمة الثورة في زمن الديكتاتورية الظالمة، وبعد ذلك أخذ الكثير من الوقت، لجلب الكوفيات والعقل لهؤلاء المتهمين·
أين شعارات الوطنية والعروبة والجهاد التي كنتم تنادون بها طيلة فترة حكمكم الدموي الأسود؟ والتي من خلالها عرضتم الشعب والوطن للمخاطر الكبيرة والدمار الشامل والحروب العدوانية بسبب سياساتكم العنجهية وأفعالكم الإرهابية وغزوكم للبلد العربي الشقيق دولة الكويت وتشريد أهلها وسجنهم وأسرهم وحتى قتلهم، هل هذا هو مفهوم العرب والعروبة في قاموسكم الحزبي والسياسي؟
متى كنتم ترتدون الزي العربي عندما كنتم تحكمون العراق والعراقيين بالقوة؟ كنتم ترتدون الزي العسكري المزين بالرتب والأنواط·· وأنتم الذين لا تعرفون شيئا بالعلم العسكري وفنونه بما فيكم الدكتاتور صدام الذي لم يخدم العسكرية في حياته·
واليوم نزعتم ملابس العسكرة والحروب بعد سقوط نظامكم واعتقالكم، واستبدلتموها بالزي العربي وغيره، مثلما تخليتم عن أفكاركم وحزبكم بعد هزيمتكم بساعات، وكان مثلكم وزعيمكم أول من هرب إلى حفرته التاريخية المجهزة مسبقا لمثل هذا اليوم بعد انهيار ديكتاتورية الموت؟
حمزة الشمخي - كاتب عراقي