أنفقت أموال على محاكمة صدام، وجمعت واشنطن وروجعت ما يزيد على مائتي ألف ورقة ووثيقة وملف سري، وبحثت وكشفت عشرات المقابر الجماعية في سبيل إظهار الوجه الديمقراطي الحر للولايات المتحدة، يضاف إلى هذا تكاليف حراسة صدام وتنقلاته وتأمين القضاة ومحامي الادعاء وتأمين المحكمة ومكان انعقادها إلى آخر المهمات الأمنية المرتبطة بالمحاكمة· سمعنا أيضا أن هناك ما يزيد على ثلاثمائة تهمة كان يمكن أن توجه لصدام اختصرت في النهاية إلى اثنتي عشرة تهمة رئيسية، ولكننا فوجئنا يوم المحكمة التي حُشرت لها كل طاقات الإعلام الغربي والأميركي وتوابعهما بأن التهمة الوحيدة التي سيحاكم عليها صدام هي جريمة قرية الدجيل التي راح ضحيتها ما يزيد عن مئة مواطن عراقي بريء· أشارت المصادر المقربة من الحكم والمحكمة أن هذه التهمة وحدها تكفي، في حال ثبوتها، لإعدام صدام والتخلص من هذا الملف المزعج لأميركا·
لماذا اختيرت جريمة الدجيل من بين مئات الجرائم التي اتهم بها صدام؟ ولماذا لا تذكر كل الجرائم ويحاكم عليها في نفس الوقت كما حصل مع الكثيرين من مجرمي الحرب السابقين منذ محاكمات نورنبرغ الشهيرة؟ (بالمناسبة وقتت المحكمة ليكون تاريخها تماما في الذكرى الستين لمحاكمات نورنبرغ)· ماهي خصوصية هذه الحادثة؟ ولماذا هذا التركيز الشديد عليها؟ الحادثة كما ظهرت على شاشات التلفاز هي محاولة اغتيال فاشلة قام بها أفراد من حزب الدعوة أثناء زيارة صدام لقرية الدجيل أي أنها قضية شخصية تماما وانتقام شخصي من صدام تجاه مجموعة حاولت اغتياله قام من خلالها الرئيس السابق بإعدام مجموعة كبيرة بقصد إرهاب الناس وبحجة مشاركتهم في المؤامرة·
أمير أوغلو - الدانمارك