في خضم الأزمات السياسية الحادة والصراعات العسكرية والتوترات الإقليمية والدولية المتناثرة هنا وهناك، اكتشف الجنس البشري فجأة أن ثمة خطرا مشتركا يحدق بجميع سكان الأرض ربما يكون أشد خطرا من أسلحة الدمار الشامل···
إنه انفلونزا الطيور·· الوباء الذي تحول الى شبح مرعب يثير الفزع في شتى بقاع الأرض دونما تفرقة بين اغنياء وفقراء·
لقد أدركت مختلف دول العالم أن الوباء من الخطورة بحيث أن تفشي الفيروس سيعني كارثة حقيقية ليس فقط للمنطقة التي قد يظهر فيها بل لسكان الكوكب على إطلاقهم·
ففي ظل تحول العالم الى قرية صغيرة وسرعة وسهولة حركة تنقل البشر والطيور والبضائع، صار ما يمثله هذا النوع من التهديدات شديد الخطورة والحساسية لو تم التعامل معه بتهاون أو باستهتار أو حتى بجهل من أي طرف·
من ثم فان الأمر يستلزم مشاركة الجميع في المواجهة للحيلولة دون انتشار الفيروس· وقد أدركت مختلف دول العالم ذلك ، وهو ما يفسر هذا التعاون المكثف القائم بين الجميع سواء في إطار منظمة الصحة العالمية أو خارجها من أجل محاصرة الخطر الذي يحدق بنا جميعا·
إلا أن الأمر لا يتعلق فقط بالتعاون بين الدول، بل أن الأخطر والاهم يتعلق بمستوى وطبيعة تعاون المواطنين في كل دولة من العالم مع السلطات الرسمية بكل السبل والطرق·
فالتنسيق المشترك بين الطرفين هو خط الدفاع الأول ضد انفلونزا الطيور·
وفي الواقع فان المواطنين في الامارات مطالبين أكثر من غيرهم بإبداء قدر أكبر من التعاون مع الحكومة يوازي الجهود الجبارة المبذولة لحمايتهم وحماية البلاد من ويلات قد تقع لا قدر الله لو تسلل المرض·
وأول خطوة في هذا التعاون لابد أن تأتي من جانب أولئك المواطنين الذين يتقاعسون عن التخلص مما لديهم من طيور داجنة في منازلهم أو مزارعهم·
ذلك لان هذه الطيور التي قد يقتنيها البعض للزينة أو للتجارة تمثل بصراحة قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه الجميع·· لمجرد أن أصحابها - بجهل أو لطمع- يرفضون أو يتهربون من تسليمها·
إننا جميعا مسؤولين ومواطنين إزاء واجب وطني حقيقي لا ينبغي ولا يصح التهرب منه أو التقاعس عنه بأي ذريعة لأن الخطر حقيقي ومرعب ومفزع ····
فهل يدرك ذلك الذين مازالوا حتى الآن يحتفظون في بيوت أو مزارع بالقنابل الموقوتة - المعروفة باسم الطيور الداجنة !!!!·