ردا على زينب حفني.. الرجل أيضا يعاني
رغم إعجابي بمقالها ''العنف يمر من هنا'' (وجهات نظر، الجمعة 21 أكتوبر 2005)، فلتسمح لي الكاتبة زينب حفني لأبدي اختلافي مع بعض ما جاء في مقالها من تصورات وأحكام! فعدا عن الصورة القاتمة التي قدمتها لوضع المرأة العربية، والتي لم تخل من مبالغة وتهويل وإفراط في التوصيف السلبي لحالات قد نلحظها هنا وهناك، أريد أن أوضح أن السند الذي قدمه الإسلام لحقوق المرأة، لا يمكن أن يضاهيه بحال من الأحوال ما تعتبره الكاتبة ضمانة لحقوق المرأة الغربية متمثلة في المنظمات والمؤسسات الأهلية التي تحمي حقوقها وتدافع عن مطالبها! والحقيقة أن الضمانة الفعلية الأهم هي وعي المرأة ذاتها ومعرفتها بما لها وما عليها، مما أعطاها الشرع والقانون وما أوجبا عليها·· وهذا ما يتحقق جزئيا مع انتشار التعليم الجامعي في أوساط الإناث· ولا أوافق الكاتبة على أن الفقر هو الجسر إلى العنف ضد المرأة، وأنه في بيئة فقيرة ''يظل الرجل يمارس سطوته على هذا المخلوق الذي يعتبر في نظر مجتمعاتنا العربية مخلوقا من الدرجة الثانية''! فهل مع توفر المال وانتشار الغنى تتغير تلك النظرة إذن؟ وكيف تربط الكاتبة ربطا ميكانيكيا بين العنف بحق المرأة وبين انتشار الفقر، وقد بدأت مقالها بالتحذير من خطورة وضع المرأة في بلد يعد مجتمعه من أغنى المجتمعات العربية في وقتنا الحالي؟!
ولعلي أقر الكاتبة فيما ذهبت إليه من أن كثيرا ممن يتبنين الدعوة النسوية يفتقدن إلى الجدية والى المثل الأخلاقي الأعلى، ومن ثم نجد ''فناناتنا العربيات غارقات في مسلسلات الحب واللوعة، وأفلام الأكشن والكوميديا الرخيصة، بعيدات عن تجسيد هموم المرأة العربية''!
وأخيرا ثمة سؤال لا بد من طرحه: هل الوضعية الصعبة للمرأة، كما تصفها الكاتبة، جاءت من فراغ وتستمر فيه أيضا؟ أقول إن وضعية المجتمع العربي كله هي أيضا عصيبة ومأزومة ومأساوية، والرجل العربي ذاته يعاني من الاضطهاد والقمع والتشريد والإقصاء والحرمان·· وذلك في ظل الافتقار إلى الديمقراطية حيث يتغذى العنف ضد المرأة وينتشر·
فؤاد خميس - الجزائر