رداً على د· خالد الدخيل
حين قرأت مقال الدكتور خالد الدخيل الأخير في ''وجهات نظر'' يوم الأربعاء الماضي وعنوانه ''الوعظ الديني وتوظيف الأسطورة''، فهمت أنه مرتبط بمقالة الأسبوع الذي قبله، وقد اطلعت عليه هو الآخر· وإن كنت وفقت في فهم غرضه من المقالين معاً، فقد أراد القول إن الخطاب الدعوي الديني مليء بالخرافات لدى بعض الدعاة الذين يحرضون القاصرين على ممارسة العنف باسم ''الجهاد'' والجهاد من ذلك براء· ورأيي الشخصي أن على الكاتب عدم الاعتماد على شريط غفل من الأسماء والمصداقية أنتجته جماعات متطرفة لأغراض سياسية غير سوية، ومن ثم تعميم الكلام عن ''الوعظ الديني''· والحقيقة أن الوعظ والخطاب الدعوي السليم هو الذي لا يدعو أبداً إلى العنف· فقد جاء في محكم التنزيل قوله جل من قائل: ''ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن''· وكذلك قوله تعالى: ''ولو كنت فظاً···'' الآية· كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على الرفق بالحيوان أحرى بالإنسان، وقال إن من آذى معاهداً لم يرحْ رائحة الجنة· إلى غير ذلك من الأدلة على أنه لا مجال للدعوة إلى العنف باسم الإسلام· ولذا كان على الكاتب الكريم عدم أخذ شريط شاذ لا أصل له ولا فرع، وتعميم الكلام بعد ذلك، وكأن كل الخطاب الديني كذلك·
ثم إن الكاتب الكريم لو كان بحث عن الأشرطة الدعوية التي تبصر الناشئين وتوجههم التوجيه السليم بعيداً عن دعوات الكراهية والعنف والإرهاب فلربما وجده، ولكنه لم يفعل ذلك للأسف الشديد، فاختار هذا الشريط الشاذ، وقاس عليه الخطاب الديني في مجمله، وهو تصرف غير منهجي وغير موضوعي بالمعنى المتعارف عليه لكلتا الكلمتين·
مزهر عبدالله - الأردن